الشام، وتقوى نفوذهما منذ ذلك العهد. وكل المسلمين في ذلك العصر كانوا يدركون مدى القوة التي يمكن أن تمنحها الإمارة، لرجال مثل معاوية ويزيد.
المعادلة المقلوبة، وميزان القوى اللا متكافئ بين الحزب الأموي وبني هاشم بدأ منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وما ضرب ولأقمع واستضعف بعد الرسول صلى الله عليه وآله رجل أو عشيرة مثل ما ظلم آل البيت (ع).
لقد دخل بنو أمية الإسلام، وهم صاغرون. وكان الرسول صلى الله عليه وآله قد أراد قتلهم ولو تعلقوا بأستار الكعبة، غير أنه عفا عنهم، وقال (اذهبوا فأنتم الطلقاء) وطلقاء لا تعني الإسلام، ثم ما برح صلى الله عليه وآله يحذر من خطرهم، الذي كان يدركه من خلال طبيعة الصراع الذي دار بين الإسلام وبني أمية.
ويدرك بمنظار النبوة مخترقا بذلك حجب المستقبل، ليحدثنا عن مصير الأمة على يد بني أمية.
روى الإمام أحمد عن عفان وعبد الصمد عن حماد بن سلمة عن علي بن يزيد (241): حدثني من سمع أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
لينعقن - وفي رواية ليزعقن - جبار من جبابرة بني أمية على منبري هذا، زاد عبد الصمد حتى يسيل رعافه، ثم قال: فحدثني من رأى عمرو بن سعيد بن العاص: يرعف على منبر النبي صلى الله عليه وآله حتى سال رعافه.
وذكر ابن كثير قال، قال يعقوب بن سفيان، ثنا أحمد بن محمد أبو محمد الزرقي، ثنا الزنجي - يعني مسلم بن خالد - عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة إن الرسول صلى الله عليه وآله قال رؤي في المنام بني الحكم - أو بني أبي العاص - ينزون على منبري كما تنزو القردة، قال: فما رآني رسول الله صلى الله عليه وآله مستجمعا ضاحكا حتى توفي. ثم قال ابن كثير، وقال الثوري: عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وآله بني أمية على منبره فساءه ذلك، فأوحى إليه: إنما هي دنيا أعطوها فقرت به عينه صاحب أسد الغابة