لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٣١٦
الشام، وتقوى نفوذهما منذ ذلك العهد. وكل المسلمين في ذلك العصر كانوا يدركون مدى القوة التي يمكن أن تمنحها الإمارة، لرجال مثل معاوية ويزيد.
المعادلة المقلوبة، وميزان القوى اللا متكافئ بين الحزب الأموي وبني هاشم بدأ منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وما ضرب ولأقمع واستضعف بعد الرسول صلى الله عليه وآله رجل أو عشيرة مثل ما ظلم آل البيت (ع).
لقد دخل بنو أمية الإسلام، وهم صاغرون. وكان الرسول صلى الله عليه وآله قد أراد قتلهم ولو تعلقوا بأستار الكعبة، غير أنه عفا عنهم، وقال (اذهبوا فأنتم الطلقاء) وطلقاء لا تعني الإسلام، ثم ما برح صلى الله عليه وآله يحذر من خطرهم، الذي كان يدركه من خلال طبيعة الصراع الذي دار بين الإسلام وبني أمية.
ويدرك بمنظار النبوة مخترقا بذلك حجب المستقبل، ليحدثنا عن مصير الأمة على يد بني أمية.
روى الإمام أحمد عن عفان وعبد الصمد عن حماد بن سلمة عن علي بن يزيد (241): حدثني من سمع أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
لينعقن - وفي رواية ليزعقن - جبار من جبابرة بني أمية على منبري هذا، زاد عبد الصمد حتى يسيل رعافه، ثم قال: فحدثني من رأى عمرو بن سعيد بن العاص: يرعف على منبر النبي صلى الله عليه وآله حتى سال رعافه.
وذكر ابن كثير قال، قال يعقوب بن سفيان، ثنا أحمد بن محمد أبو محمد الزرقي، ثنا الزنجي - يعني مسلم بن خالد - عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة إن الرسول صلى الله عليه وآله قال رؤي في المنام بني الحكم - أو بني أبي العاص - ينزون على منبري كما تنزو القردة، قال: فما رآني رسول الله صلى الله عليه وآله مستجمعا ضاحكا حتى توفي. ثم قال ابن كثير، وقال الثوري: عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وآله بني أمية على منبره فساءه ذلك، فأوحى إليه: إنما هي دنيا أعطوها فقرت به عينه صاحب أسد الغابة

(241) - ماذا في التاريخ
(٣١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 313 314 315 316 317 318 319 320 321 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405