لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٣١٩
يرمي إلى تبرير واقع الخلافة كما فعل قبله الماوردي والباقلاني والغزالي.
أنا هنا لا أريد أن أحط من قدر هؤلاء، ولست أقول إنهم ساذجون وأغبياء.
بل أقول إن السياسة والبلاط، قد أفقدهم الرؤية السليمة. والجو النفسي العام كان أقوى من إراداتهم.
كأن ميزان العدل الإلهي اختل - سبحانه وعلا - حتى يكون أغيلمة بني أمية على طرف المساواة مع أئمة أهل البيت (ع).
وأذكر مرة كنت أتحدث لدى العلامة السيد هادي المدرسي، فقلت له: من الطريف إن بعض العلماء من العامة يروون حديثا، هو رؤيا للإمام الحسن (ع) - مثل الغزالي في الإحياء، وكذلك زاد المعاد - إنه رأى وكأن عليا ومعاوية أوتي بهما، ثم أدخلا في بيت. فما كان أسرع من علي، إذ خرج يقول: قضي لي ورب الكعبة، ثم ما برح أن تبعه معاوية يقول: غفر لي ورب الكعبة.
قال السيد المدرسي: هذه الرواية متناقضة من الأساس، إذ كيف يكون من العدل أن يقضى لعلي ويغفر في نفس الوقت لمعاوية، فمن أي جهة قضى لعلي (ع) إذا. إذا كان يزيد والأمويين جميعا، قتلوا الحسين وآل البيت.
وشربوا الخمور، وحكموا بالباطل، وهم مؤمنون، فلماذا تقوم قائمة المسلمين اليوم، فيكفرون المجتمعات، وينتقدون السلطات، ولست أقل ثورية من أولئك (المتشددة) عندما أقول: إن يزيد بن معاوية وأباه وبني أمية جميعا أنكى وأمر، طغيانا من أي سلطة معاصرة، إن القمع والديكتاتورية في عالمنا العربي والإسلامي لها أرضيتها في تاريخنا، لماذا نحدث القطيعة، فنبرئ طغاة الماضي والرجوع إلى نموذج السلف. هي دعوة متعسفة، على هذا الافتراض.
وإذا كان الأمر كذلك، يلزم أن نتهم كل من تعامل معهم ومكن لهم. فبنو أمية لم تكن لتعود إليهم القوة لولا ما قدمه الخلفاء لهم من إمارات.
كنت أظن أن الإسلام قد أعطانا روحا قوية لطلب العدالة، ولم أكن أظن أن بعضنا سوف لا تدفعه مذبحة كربلاء، إلى معرفة القضية من أساسها، ومحاكمة
(٣١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 314 315 316 317 318 319 320 321 323 325 326 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405