ومن لف لفه: كلهم عدول وعلى هذا يكون الأخذ من علي (ع) وأبي هريرة سيان.
ولهم مرويات غريبة تقول: أصحابي كالنجوم، بأيهم اقتديتم اهتديتم.
ومن هنا، فإن الصحابة رغم ما وقع بينهم من فتن، يبقوا عدولا، يهتدى بهم.
ولذلك، كان معاوية صحابيا، يؤخذ منه، رغم قتاله عليا (ع) وكذلك عمرو بن العاص، وسمرة بن جندب وأبي هريرة.
والعقل يخطئ هذا الاطلاق. إذ كيف تؤخذ السنة ممن خالفها في حياته.
لقد روى السنة في صحاحهم أن الرسول صلى الله عليه وآله قال: (من مات وليس في عنقه بيعة لإمام زمانه، مات ميتة جاهلية).
وعلى هذا الحكم، تكون عائشة جاهلية، لأنها خرجت عن إمام زمانها وهو علي (ع) فكيف يعقل أن تؤخذ منها السنة النبوية، وهي تخالفها.
ولما ثبت أن معاوية قاتل عليا (ع) والسنة يقولون إنهم كلهم عدول على الرغم من ذلك، فكيف يجور عقلا الأخذ بسنة صحابيين - حسب رأي السنة - على طرفي نقيض.
والسؤال: هل يجب أخذ السنة من الصحابي!.
في البدء ليس ثمة دليل على وجوب أخذ سنة الرسول صلى الله عليه وآله من الصحابي.
والسنة وهم يعتبرون إن كل من رأى الرسول صلى الله عليه وآله فهو صحابي، فمن يكون الرسول صلى الله عليه وآله قد أوصى باتباع الصحابة؟ فهل يعقل أن يأمر الصحابي باتباع الصحابي، إذا جاز أنهم كلهم صحابة.
ثم إن هؤلاء الصحابة كلهم اقتتلوا بعد الرسول صلى الله عليه وآله فكيف يعقل أن يكون كلم عدول وكلهم نجوم.
أما الصحابي كما يعرفه الشيعة وكما يستوعبه العقل. هو ذلك الذي عاش مع الرسول صلى الله عليه وآله وآمن به والتزم نهجه وأطاعه في حياته وجاهد معه بماله وروحه.