لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٣٠٦
الحسين (ع).
والقوم الذين ضاع حسهم التحرري في منعرجات النزوع الدنيوي، لم يكونوا في حاجة إلى ضمير ثوري، يزعجهم، ويضعهم أمام المسؤولية وفي مواجهة الخيار الصعب. فكان ضروريا أن يهاجموا معسكر الأحرار، ويدكوا بفرسانهم جسد الحسين (ع) انتقاما، من صلابته التي تعتبر، انتصارا على مستوياتهم النفسية.
لقد ظهرت لهم نفوسهم أخس وأخس مئات المرات من (جون) ذلك العبد الذي تنفس حريته. ووجد في معسكر الحسين، ميدانا واسعا للتعبير عن تحرره المكبوت خلال سنين مد يده. إنهم يرون في تحرر الحسين وشيعته، قبح وجوههم وذمامتها، وخسة نفوسهم وانحطاطها. فلذلك ازداد انتقامهم وتضاعف.
فراحوا يتنافسون على تدمير معسكر الإمام الحسين (ع).
اشتد القتال، وشيعة الحسين (ع) يتساقطون كأوراق الخريف الواحد تلو الآخر، وكلهم يقدم أروع أدوار البطولة والفداء. حتى لم يبق إلا الحسين وأهل بيته ليس معهم إلا الله.
كان علي بن الحسين (ع) مريضا. وقد شاءت الأقدار أن يكون كذلك للدور التاريخي المنوط به بعد الحسين (ع) غير أن عليا الأكبر، وهو أخوه، كان في تمام الاستعداد، لالتماس (الشهادة) ليكتب بها وثيقة عار في تاريخ الجريمة التي شهدها آل البيت المحمدي. انطلق يطلب القوم نصرة أبيه، وللحق الذي جاء من أجله ونشد في القوم:
أنا علي بن الحسين بن علي * نحن ورب البيت أولى بالنبي تالله لا يحكم فينا ابن الدعي * أضرب بالسيف أحامي عن أبي ضرب غلام هاشمي قرشي كان المشهد يدور بعين الحسين (ع) يرى ببصيرة المعصوم، انحطاط النفوس، وتشوه القلوب. يرى كيف صار الأمر في أمة، طالما ربى فيها جده وأبوه النفوس التعبى.
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405