لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٢٨٨
فأغراها معاوية بالمال وبمستقبل زاهر حيث بشرها بالزواج من ابنه يزيد، ومائة ألف درهم، ولماذا لا تختار يزيد، فأبوها وأخوها لم يصمدا أمام دنيا معاوية وبنيه، وما ردهم الضمير عن إلحاق الأذى بالعترة الطاهرة. ولماذا لا تختاره والدنيا كلها معه. وليس لها من الحسن إلا الشرف والدين والورع، فهي في حاجة إلى زوج يلاعب القرود مثل يزيد، ويشرب الخمر، فيمرح، ويدع الصلاة فيلهو، فأولى لها ذلك من الحسن، الذي يضيق على متعتها بالصلاة والقيام والزهد.
إنه يزيد القصور والدنيا. فهل المرأة من هذا النوع الذي يسمو على الدنيا.
راح الإمام الحسن ضحية زهده، وورعه، فليس له من الدنيا إلا التهجد والعبادة وإحقاق الحق. وهذا زاد لا يستهوي النساء، فقبلت الصفقة، وكان مروان بن الحكم، هو عراب المخطط بينها ومعاوية.
وفيما كان الإمام الحسن (ع) صائما، إذا بها تقدم له إفطارا وقد دست فيه السم الذي أرسله إليها معاوية عبر مروان بن الحكم، فتناوله (ع) فتقطعت أمعاؤه، واشتد عليه الألم، واستبشر بالجنة ولقاء الأحبة ونظر إليها وقال:
(يا عدوة الله، قتلتيني قتلك الله، والله لا تصيبين مني خلفا، ولقد غرك معاوية، وسخر منك يخزيك الله ويخزيه) (227).
ونفذت الخطة، وانتهى أمر الحسن، وكان على مسممة الأزواج (228) أن تلتمس الأجر.
وخسرت زوجها، ورفض معاوية تزويجها بيزيد، إذ كيف يزوج من قد خانت أشرف زوج تمنته النساء. ومعاوية يدرك كل ذلك فهو يعرف إن الناس إنما انقادوا له لماله وسلطانه.
فقال لها: إنا نحب حياة يزيد، ولولا ذلك لوفينا لك بتزويجه) (229).

(٢٢٧) - تحف العقول.
(228) - هذا هو الاسم الذي كان يطلق عليها - أعيان الشيعة -.
(229) - مروج الذهب.
(٢٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 287 288 289 290 291 292 293 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405