لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٣٠٠
وربما قد نعذره (ع) لو أنه استسلم، وربما امتدحه القوم، وأعلوا منصبه.
غير أن الحسين، هو أمين الله في الأرض، لا يحيد عن مصلحة الأمة، ولو أدى به الأمر إلى خسران حياته، إذ لا قيمة للحياة في ظل ذل وفساد، ولا قيمة لحياة، لا تستثمر في إقامة أركان الدين ونصرة الإسلام. لقد قالها للتاريخ، واستلهمتها منه الأجيال في مسيرات كفاحها:
إن كان دين محمد لا يستقيم * إلا بقتلي فيا سيوف خذيني لقد صمم الإمام على مغادرة مكة، ليتجه إلى الكوفة، حيث الأنصار الذين يميلون بين نصرته وخذلانه، وقد اعترضه الفرزدق وقال له: إن القوم قلوبهم معك وسيوفهم عليك.
غير أن الإمام، كان يرسم خريطة مرسومة سلفا في اللوح المحفوظ، كان يعلم بما سيجري له ولآل بيته. وقام خطيبا:
الحمد لله وما شاء الله، ولا قوة إلا بالله، وصلى الله على رسوله. خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخير لي مصرع أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء فيملأن مني أكراشا جوفا، وأجربة سغبا، لا محيص عن يوم خط بالقلم، رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين، لن تشذ عن رسول الله لحمته، بل هي مجموعة له في حظيرة القدس، تقربهم عينه، وينجز بهم وعده، ألا ومن كان فينا باذلا مهجته، موطنا على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا فإني راحل مصبحا إن شاء الله تعالى).
لقد تآمرت الأمة كلها على الحسين (ع) وآل البيت بعضهم بالتقتيل والآخرون بالخذلان. لم يكن الإمام يريد شق الصفوف وتفريق الشعث. لكن حركة الأجرام كانت تتجه صوب قمع كل صوت، وهدم كل فضيلة، فالأمة ابتليت بخليفة، يشرب الخمور، ولا يرتاح من اللهو. ولا يفهم معاني الورع، كان لاهيا عابثا في الصحراء لما فرض أبوه بيعته على المسلمين. وجاء متأخرا يلهو
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405