وقف معاوية متحديا جماهير الإسلام، ووجه كلمته القارصة إلى أهل الكوفة:
(يا أهل الكوفة! أتراني قاتلتكم على الصلاة والزكاة والحج، وقد علمت أنكم تصلون، وتزكون، وتحجون؟ ولكنني قاتلتكم لأتأمر عليكم وعلى رقابكم وقد أتاني الله ذلك، وأنتم كارهون، ألا إن كل مال أو دم أصيب في هذه الفتنة فمطلول، وكل شرط شرطته فتحت قدمي هاتين (233).
ثم بايع ليزيد بالشام، عقب وفاة الحسن (ع) وبعث لعماله يطلب منهم تهيئة الناس لبيعة يزيد، فتمردت الأغلبية، غير أن قوة السلطان قد أجبرتهم على الاذعان فما بقي إلا مجموعة من المتمردين، اعتصموا بالحسين (ع).
فقام معاوية خطيبا في الناس بخطبته الشهيرة:
فإني قد أحببت أن أتقدم إليكم إنه قد أعذر من أنذر، إني كنت أخطب فيكم فيقوم إلى القائم منكم فيكذبني على رؤوس الناس، فأحمل ذلك وأصفح وإني قائم بمقالة فأقسم بالله لئن رد علي أحدكم في مقامي هذا لا ترجع إليه كلمة غيرها حتى يسبقها السيف إلى رأسه فلا يبقين رجل إلا على نفسه (235).
ودعا صاحب حرسه بحضرتهم فقال له: أقم على رأس كل رجل من هؤلاء رجلين ومع كل واحد سيفه فإن ذهب رجل منهم يرد علي كلمة بتصديق أو تكذيب فليضرباه بسيفهما ثم خرج وخرجوا معه حتى رقي المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال:
إن هؤلاء الرهط سادة المسلمين وخيارهم لا يبرم أمر دونهم ولا يقضي إلا عن مشورتهم وإنهم قد رضوا وبايعوا ليزيد فبايعوا على اسم الله.