تواضعه. وما كان عمر بن الخطاب يبدأ في معاملاته بالتواضع. وذلك لأنه وقع بين مجموعة قوى نفسية تتجاذب طبعه باستمرار.
عمر بن الخطاب، لم يكن رجلا مذكورا، عند العرب. ولم يكن له وزن قبلي يثبته ولا سند له من الأنساب يسنده لذلك كان يحاول الانتقام من خلال الخلافة. ليس من أجل كسب ما ضاع منه، وإنما من أجل الانتقام من الأمراء، وأصحاب الرفعة والشرف.
وكان هذا من بين الأسباب التي جعلت المجموعة الأموية تنقم عليه. فلما علم أن عمرو بن العاص - أحد عماله على مصر - قد جمع في حوزته مالا كثيرا، بعث إليه بمحمد بن مسلمة، ليأخذ قسما من أمواله. فلما رأى عمرو بن العاص، ذلك منه قال، لعن الله زمانا صرت فيه عاملا لعمر، والله لقد رأيت عمر وأباه على كل واحد منهما عبادة قطوانية لا تجاوز مأبض ركبتيه.
وعلى عنقه حزمة حطب، والعاص بن وائل في مزررات الديباج) (103).
(كما أن سعد بن عبادة لما حدثت له المناوشة مع عمر بن الخطاب في السقيفة، نال منه، واستحضر ماضيه وذكره، بأصله، لألحقنك بقوم كنت فيهم تابعا غير متبوع).
وإذا ما استنطقنا (الأنساب) الذي يعتبر أرقى فن أهتم به العرب، سنجد عمر بن الخطاب محدود النسب وضيعا. مما ترك في نفسه عقدة، لا يدركها إلا من أدرك مقدار وقيمة النسب في جزيرة العرب. يروي (محمد بن السائب الكلبي النسابة وأبو مخنف لوط بن يحيي الأزدي النسابة في كتاب الصلابة في معرفة الصحابة وكتاب التنقيح في النسب الصريح بإسنادهم إلى ابن سيابة عبد الله في نسب عمر بن الخطاب قال: (104).