لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٧٦
تواضعه. وما كان عمر بن الخطاب يبدأ في معاملاته بالتواضع. وذلك لأنه وقع بين مجموعة قوى نفسية تتجاذب طبعه باستمرار.
عمر بن الخطاب، لم يكن رجلا مذكورا، عند العرب. ولم يكن له وزن قبلي يثبته ولا سند له من الأنساب يسنده لذلك كان يحاول الانتقام من خلال الخلافة. ليس من أجل كسب ما ضاع منه، وإنما من أجل الانتقام من الأمراء، وأصحاب الرفعة والشرف.
وكان هذا من بين الأسباب التي جعلت المجموعة الأموية تنقم عليه. فلما علم أن عمرو بن العاص - أحد عماله على مصر - قد جمع في حوزته مالا كثيرا، بعث إليه بمحمد بن مسلمة، ليأخذ قسما من أمواله. فلما رأى عمرو بن العاص، ذلك منه قال، لعن الله زمانا صرت فيه عاملا لعمر، والله لقد رأيت عمر وأباه على كل واحد منهما عبادة قطوانية لا تجاوز مأبض ركبتيه.
وعلى عنقه حزمة حطب، والعاص بن وائل في مزررات الديباج) (103).
(كما أن سعد بن عبادة لما حدثت له المناوشة مع عمر بن الخطاب في السقيفة، نال منه، واستحضر ماضيه وذكره، بأصله، لألحقنك بقوم كنت فيهم تابعا غير متبوع).
وإذا ما استنطقنا (الأنساب) الذي يعتبر أرقى فن أهتم به العرب، سنجد عمر بن الخطاب محدود النسب وضيعا. مما ترك في نفسه عقدة، لا يدركها إلا من أدرك مقدار وقيمة النسب في جزيرة العرب. يروي (محمد بن السائب الكلبي النسابة وأبو مخنف لوط بن يحيي الأزدي النسابة في كتاب الصلابة في معرفة الصحابة وكتاب التنقيح في النسب الصريح بإسنادهم إلى ابن سيابة عبد الله في نسب عمر بن الخطاب قال: (104).

(103) - ابن أبي الحديد في الشرح (ص 175).
(104) - الكشكول (الشيخ يوسف البراني) (المجلد الثالث ص 212 - 213) دار مكتبة الهلال - بيروت.
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405