لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٧٤
أولا: - المظهر الجسدي.
للصفات الجسدية دور في معرفة السلوك النفسي للأشخاص وعمر بن الخطاب. له ميزاته الجسدية التي تنسجم مع سلوكه الاجتماعي لقد كان عمر طويلا. جسيما، أصلع، أشعر شديد الحمرة كثير السبلة في أطرافها صهوبة وفي عارضيه خفة. وكان رجلا أعسر، أصلع آدم قد فرع الناس كأنه دابة حسب يعقوب بن سفيان في تاريخه (100).
وكان إذا مشى تدانت عقباه. نضيف إلى ذلك إلى أنه كان جهوري الصوت ومدمنا على الخمرة في الجاهلية وحتى قبيل التحريم. ويروى أنه آخر من بقي متعلقا بها ويقول (اللهم بين لنا بيانا شافيا في الخمر) (102) إن عمر بن الخطاب قد دخل الإسلام بعاطفة تلقائية كما ورد في السيرة. وهو وإن كان أصله كذلك، فإن الإسلام لا يؤاخذ من حسن إسلامه على ظروفه السابقة (فلا تزر وازرة وزرة أخرى) غير أن رواسب التربية، وعوالق الطفولة، تستمر مع الأنساب حتى الشيخوخة، ويبقى محتفظا بقسط كبير منها.
إن المظهر الجسدي الذي كان يتميز به عمر لم يكن بعكس النفسية المتوازية.
وخصوصا، فإن الإنسان الأعسر، هو في حد ذاته إنسان مضطرب، وعصابي ولكم حاول العقاد أن يتحايل لصنع سورة خيالية عن عمر في العبقرية ولكنه رحمه الله - لم يكن سوى مغالط، إذ أن الشكل الفيزيائي لعمر لم يكن شكل العباقرة، في كل مدارس السلوك والأشخاص من سر (الأسرار) لأرسطو طالس إلى آخر مدارس السلوك في أوربا ورغم أن الخمر كان من عادة العرب، إلا أن التواريخ والسير، تثبت إن من بين العرب من كان يتورع عنها. ويؤكد التاريخ أيضا إن عمر بن الخطاب كان من المدمنين الكبار، وإنه لم ينقطع عن الخمر إلا بعد أن حرمت تحريما شديدا، وبعد أن أعيي الرسول صلى الله عليه وآله بالسؤال الشافي!

(100) - الإصابة في تميز الصحابة (لابن حجر العسقلاني) (ص 518 ج 2) دار صادر.
(102) - ابن كثير التغير.
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405