لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٨٥
علي (ع) وكذلك إذلالهم، من خلال سلبهم حق المشاركة في الاختيار السياسي.
أما من جهة الإمام علي (ع) فإنه وضعه في مصاف من هم دونه بلا شك، حتى يجرده من امتيازه. ويربي العامة على عدم تعظيم قدره (ع) والملاحظ في ذلك، أن طلحة والزبير، ظلا يريا الخلافة لعلي (ع) منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وواجها أبا بكر وعمر. وتمردا على البيعة. وكانا ضمن المعتصمين في بيت فاطمة (ع) وحدثت لهما مناوشة. وصدام مع عمر بن الخطاب، إلا أن سياسة عمر بن الخطاب في إنزالهما منزل علي (ع) في الخلافة، جعلهما يطمعان ولا يريان في علي ميزة عنهما بعد هذا الانحطاط الذي منيت به العصبة الهاشمية، ولذلك راحا ينازعان الإمام علي (ع) يوم الجمل.
إن عمر بن الخطاب، لم يكن وحده صاحب المخطط، وإذا كان هو صاحبه فلأنه فكر فيه مليا. ولم يكن مخططا تلقائيا كما سطرته كتب التاريخ، لأنه عنصري الدقة والترتيب الحاضرين فيه يستبعدان صدوره عن تلقائية، فمنذ البداية كان عمر بن الخطاب يمهد، لخلافة عثمان، ولكن الحرص على إحضار الستة له أسبابه التكتيكية. لقد حاول عمر من خلال هذا الترتيب أن يظهر للناس من بعده، أن عليا (ع) على الرغم من حضوره، فإنه لم يستطع الفوز بها لعدم جدارته، ورفض الناس له، وبهذا سيسلب منه ورقة الخلافة، ويسقطه سياسيا، كما أنه أراد أن يسقط معه، مناوئيه القدامى وهما طلحة، والزبير، وما وجود سعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف سوى لتحقيق التوازن في المخطط، ليفضي الأمر في نهاية الجولة إلى عثمان بن عفان.
يجب أولا أن نمحص هذه الشخصيات الست، لنرى خلفية اختيارهم، ليس هؤلاء الستة كما زعم، هم الوحيدين الذين توفي الرسول صلى الله عليه وآله وهو راض عنهم، فهناك عمار، وأبو ذر، وسلمان، والمقداد. هم من أهل الإيمان والعلم والقضاء، ولهم سابقية لا يرقى إليها الكثير ممن اختارهم عمر، ولهم من العلم ما لا يوازيه علمهم، بل وأنه اختار من بينهم من ليس فيه ما ادعاه عمر، لقد أقبل
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 191 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405