الكريمة ولذلك لم تدعي واحدة منهن أنها من أهل البيت وعلى رأسهن أم سلمة وعائشة وقد روت كل واحدة منهن أن الآية خاصة برسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين وقد أخرج اعترافهن كل من مسلم والترمذي والحاكم والطبري والسيوطي والذهبي وابن الأثير وغيرهم.
أضف إلى كل ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قد رفع هذا للبس وهذا الإشكال لأنه علم بأن المسلمين قد يقرؤون القرآن ويحملون أهل البيت على سياق الآيات السابقة واللاحقة والتي تحذر نساء النبي، فبادر إلى تعليم الأمة بمقصود آية إذهاب الرجل والتطهير عندما داوم طيلة ستة أشهر (بعد نزول الآية) على المرور بباب علي وفاطمة والحسنين قبل الشروع في إقامة الصلاة فيقول: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا، قوموا إلى الصلاة يرحمكم الله.
وقد أخرج هذه المبادرة التي فعلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الترمذي في صحيحه: 5 / 31 والحاكم في المستدرك: 3 / 158 والذهبي في تلخيصه - وأحمد بن حنبل في مسنده: 3 / 259 وابن الأثير في أسد الغابة: 5 / 521 والحسكاني في شواهد التنزيل: 2 / 11 والسيوطي في الدر المنثور: 5 / 199 والطبري في تفسيره: 22 / 6 والبلاذري في أنساب الأشراف: 2 / 104 وابن كثير في تفسيره: 3 / 483 والهيثمي في مجمع الزوائد:
9 / 168 وغيرهم.
وإذا أضفنا إلى كل هؤلاء أئمة أهل البيت وعلماء الشيعة الذين لا يشكون في اختصاص محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين بهذه الآية الكريمة فلا تبقى بعد ذلك أية قيمة لمن خالفهم من أعداء أهل البيت والمتشيعين لمعاوية وبني أمية الذين يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون.
وقد كشف أولئك الذين يفسرون الآية على غير تفسير النبي صلى الله عليه وآله وسلم