إنه لا يخفى على الله شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ولذلك نحن نرفض هذا الحديث ولا نقبله أبدا ونقبل الحديث الثاني الذين أخرجه البخاري نفسه وفي نفس الصفحة ونفس الباب وفي نفس الحديث إذ يقول: وعن أبي سلمة سمع أبا هريرة بعد يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يوردن ممرض على مصح، وأنكر أبو هريرة حديثه الأول، قلنا: ألم تحدث أنه لا عدوى، فرطن بالحبشية، قال أبو سلمة: فما رأيته نسي حديثا غيره.
مع أن الحديثين المتناقضين (لا عدوى، ولا يوردن ممرض على مصح) رواهما أيضا مسلم في صحيحه في كتاب السلام باب لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا نوء ولا غول ولا يوردن ممرض على مصح.
ومن خلال هذه الأحاديث نعلم أن حديث لا يوردن ممرض على مصح هو الحديث الصحيح الذي قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنه لا يتناقض مع العلم وأما حديث لا عدوى فهو مكذوب عليه لأنه حديث جاهل بالحقائق الطبيعية ولذلك فهم بعض الصحابة تناقض الحديثين فعارضوا أبا هريرة واستغربوا منه حديثه الأول، ولم يجد أبو هريرة مخرجا من هذه الورطة فرطن بالحبشية. يقول شارح البخاري: تكلم غضبا بما لا يفهم!..
ومما يزيدنا تأكيدا بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان أسبق مما أثبته العلم حديثا في خصوص الأمراض المعدية أنه كان يحذر المسلمين من الطاعون ومن الجذام ومن الوباء وغير ذلك.
أخرج البخاري في صحيحه في كتاب الأنبياء باب حدثنا أبو اليمان وكذلك مسلم في صحيحه كتاب السلام، باب الطاعون والطيرة والكهانة وغيرها.
* عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: