من الشاكين حتى في مصيره عند ربه فلا الشفاعة ولا المقام المحمود ولا تفضيله على الأنبياء والمرسلين ولا تبشير بالجنة لأصحابه إذا كان هو نفسه لا يعرف مصيره يوم القيامة. إقرأ معي هذه الرواية التي أخرجها البخاري وأعجب أو لا تعجب.
أخرج البخاري في صحيحه باب في الجنائز من كتاب الكسوف من جزئه الثاني الصفحة 71.
عن خارجة بن زيد بن ثابت أن أم العلاء امرأة من الأنصار بايعت النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أنه اقتسم المهاجرون قرعة فطار لنا عثمان بن مظعون فأنزلناه في أبياتنا فوجع وجعه الذي توفي فيه، فلما توفي وغسل وكفن في أثوابه دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وما يدريك أن الله أكرمه؟
فقلت: بأبي أنت يا رسول الله فمن يكرمه الله، فقال عليه السلام: أما هو فقد جاءه اليقين والله إني لأرجو له الخير، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي.
قالت: فوالله لا أزكي أحدا بعده أبدا.
إن هذا لشئ عجاب والله! فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم بالله أنه لا يدري ما يفعل به، فماذا يبقى بعد هذا.
وإذا كان الله سبحانه يقول بل الإنسان على نفسه بصيرة وإذا كان الله يقول لنبيه: إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا [الفتح: 1].
وإذا كان دخول الجنة للمسلمين موقوفا على اتباعه وإطاعته والتصديق به، فكيف نصدق هذا الحديث الذي لا أقبح منه نعوذ بالله من عقيدة بني أمية الذين ما كانوا يؤمنون يوما بأن محمدا هو رسول الله حقا وإنما كانوا