كما روى مسلم في صحيحه (1) قال: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وأن أحكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها.
كما روى مسلم في صحيحه (2) عن عائشة أم المؤمنين قالت: دعي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى جنازة صبي من الأنصار فقلت يا رسول الله طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنة لم يعمل السوء ولم يدركه، قال: أو غير ذلك يا عائشة إن الله خلق للجنة أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم وخلق للنار أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم.
وروى البخاري في صحيحه (3) قال رجل: يا رسول الله أيعرف أهل الجنة من أهل النار؟ قال: نعم. قال: فلم يعمل العاملون؟ قال: كل يعمل لما خلق له أو لما يسير له.
سبحانك ربنا وبحمدك تباركت وتعاليت عن هذا الظلم علوا كبيرا - فكيف نصدق بهذه الأحاديث المناقضة لكتابك العزيز الذي قلت فيه وقولك الحق:
إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون [يونس: 44]. إن الله لا يظلم مثقال ذرة [النساء: 40] ولا يظلم ربك أحدا [الكهف: 49]. وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون [آل عمران: 117].