عمر بن الخطاب في هجرانه، ومن اعتقد بذلك فقد كفر، وإلا كيف يصدق عاقل بأنه أمره ليصلي بالناس في حين أنه عبأه في جيش أسامة وجعل هذا الأخير أميرا عليه وإماما له، وكيف يعينه لإمامة الصلاة في المدينة وهي خالية منه، والتأريخ يشهد بأنه لم يكن حاضرا في المدينة يوم وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. والثابت كما ذكر بعض المؤرخين الذين روى عنهم ابن أبي الحديد، بأن عليا عليه السلام اتهم عائشة بأنها هي التي أرسلت إلى أبيها ليصلي بالناس ولما علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذلك غضب وقال لها: إنكن صواحب يوسف وخرج إلى المسجد فأزاح أبا بكر وصلى بهم صلاة المضطرين لئلا يترك لهم حجة بعد ذلك.
س 13: لماذا أقسم عمر بن الخطاب بأن رسول الله لم يمت، وتهدد كل من يقوم بموته بالقتل، ولم يهدأ إلا بوصول أبي بكر؟
* ج: لقد هدد عمر بالقتل كل من حاول أن يقول بموت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليشككهم ويتركهم في حيص بيص حتى لا تتم بيعة لعلي، وحتى يصل إلى المدينة أبطال المعارضة الذين عاقدوا على الأخذ بزمام الأمور والذين لم يصلوا بعد فوجد نفسه قد سبقهم فلعب دور المصاب بالذهول وسل سيفه فخوف الناس، ولا شك بأنه منع الناس الدخول إلى الحجرة النبوية ليتثبتوا الأمر، وإلا لماذا لم يجرؤا أحد على الدخول إلا أبو بكر عندما وصل دخل وكشف عن وجهه وخرج ليقول لهم من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.
ولا بد لنا هنا من تعليقة صغيرة على هذا القول. فهل كان أبو بكر يعتقد بأن في المسلمين من يعبد محمدا؟ كلا وإنما هو تعبير مجازي على شتم وانتقاص بني هاشم عامة وعلي بن أبي طالب خاصة الذين كانوا يفخرون على سائر العرب بأن محمدا رسول الله منهم وهم أهله وعشيرته وأحق الناس به.
وهو أيضا تعبير عما أفصح به عمر بن الخطاب يوم رزية الخميس