أعمالكم [محمد: 30].
* سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا، فاستغفر لنا يقول بألسنتهم ما ليس في قلوبهم [الفتح: 11].
فهذه الآيات البينات من كتاب الله المجيد وما بينته من نفاق البعض منهم الذين اندسوا في صفوف الصحابة المخلصين، حتى غابت حقيقتهم عن صاحب الرسالة نفسه لولا وحي الله.
ولك لنا دائما من أهل السنة اعتراض على هذا، فهم يقولون. ما لنا والمنافقين لعنهم الله، والصحابة ليسوا من هؤلاء، أو أن هؤلاء المنافقين ليسوا من الصحابة، وإذا ما سألتهم من هؤلاء المنافقين الذين نزلت فيهم أكثر من مائة وخمسين آية في سورتي التوبة والمنافقون؟ فسيجيبون: هو عبد الله بن أبي وعبد الله بن أبي سلول، وبعد هذين الرجلين لا يجدون اسما آخر!
سبحانه الله! فإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو نفسه لا يعرف الكثير منهم، فكيف يحصر النفاق بابن أبي وابن أبي سلول المعلومين لدى عامة المسلمين؟
وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله علم ببعضهم وعلم أسماءهم إلى حذيفة بن اليمان كما تقولون وأمره بكتمان أمرهم حتى أن عمر بن الخطاب أيام خلافته كان يسأل حذيفة عن نفسه، هل هو من أهل النفاق؟ وهل أخبر النبي باسمه؟ كما تروون في كتبكم (1).
وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله قد أعطى للمنافقين علامة يعرفون بها وهي بغض علي بن أبي طالب كما تروون ذلك في صحاحكما (2