وعلى الرغم من هذا الحب من قبل عثمان لعشيرته. وما حققه لبني قومه من إنجازات ونفوذ وثراء على حساب المسلمين. رغم هذا كله كان قومه هم الذين سعوا إلى القضاء عليه والتآمر على قتله فهم قوم سوء استعان بهم عثمان فكان ضحيتهم.
ولقد كانت سياسة عثمان وممارساته المعوجة وتحالفه مع قومه ونبذه لكبار الصحابة وفساد ولاته على الأمصار كل ذلك قد أفقده تعاطف المسلمين وأهل المدينة على الخصوص الذين لم يتحرك أحد منهم لنصرته والدفاع عنه حين حوصر وتركوه ليلقي مصيره ويجني ما كسبت يداه وإذا كان قومه الذين والاهم وارتبطت مصالحهم به لم يتحركوا لنصرته فكيف يتحرك الغرباء للدفاع عنه.
يبرر ابن كثير الموقف السلبي للصحابة وأهل المدينة تجاه عثمان بقوله: إن كثيرا منهم بل أكثرهم أوكلهم لم يكن يظن أنه يبلغ الأمر إلى قتله.
ثانيا: إن الصحابة مانعوا دونه أشد الممانعة ولكن لما وقع التضييق الشديد عزم.
عثمان على الناس أن يكفوا أيديهم ويغمدوا أسلحتهم ففعلوا فتمكن أولئك مما أرادوا.. ومع هذا ما ظن أحدا من الناس أن يقتل بالكلية.
الثالث: أن هؤلاء (الخوارج) لما اغتنموا غيبة كثير من أهل المدينة في أيام الحج ولم تقدم الجيوش من الآفاق للنصرة بل لما اقترب مجيئهم انتهزوا فرصتهم وصنعوا ما صنعوا من الأمر العظيم.
الرابع: إن هؤلاء (الخوارج) كانوا قريبا من ألفي مقاتل من الأبطال وربما لم يكن في أهل المدينة هذه العدة من المقاتلة لأن الناس كانوا في الثغور وفي الأقاليم وفي كل جهة.
ومع هذا فإن كثير من الصحابة اعتزل هذه الفتنة ولزموا بيوتهم. ومن كان يحضر منهم المسجد لا يجئ إلا ومعه السيف.. وربما لو أرادوا صرفهم عن المدينة لما أمكنهم ذلك وأما ما يذكره بعض الناس من أن بعض الصحابة أسلمه ورضي بقتله فهذا