السيف والسياسة - صالح الورداني - الصفحة ٨٦
وهكذا يبدو لنا بوضوح أن الأمور تتجه إلى غير صالح الإمام علي فعبد الله بن عمر لا وزن له و عبد الرحمن حليف عثمان..
يقول الإمام علي حول هذه الحادثة: لقد قرن بي عثمان.. وقال كونوا مع الأكثر. ثم قال كونوا مع عبد الرحمن بن عوف. وسعد لا يخالف ابن عمه عبد الرحمن. وعبد الرحمن صهر لعثمان.. وهم لا يختلفون. فإما أن يوليها عبد الرحمن عثمان أو يوليها عثمان عبد الرحمن (39).
ويبدو أن الإمام قد أقحم في أمر الشورى متضررا مع علمه الكامل بخبايا هذه اللعبة وكونها سوف تستقر على خط عمر الذي استحى على ما يبدو من تطبيق سنة صاحبه الذي استخلفه دون مشورة المسلمين فأراد أن يوسع دائرة الاستخلاف قليلا في حدود من يريد أن يستخلفه لتستقر في النهاية على واحد بعينه هو من يريده.
إن عمر كان يعلم مسبقا أن الأمر سوف يستقر في النهاية على اثنين. علي وعثمان ولأن علي لا يمثل مصالح القوم بل سوف يضربها فإن الأمر سوف يستقر لعثمان. وكأن عمر يريد أن يستخلف عثمان واخترع أمر الشورى ليموه على غايته (40).
يقول عمر: إن تولاها الأجلح لسار بهم على الطريق. فقال له ولده: فلم لا توله. قال: لا أريد أن أحملها حيا وميتا (4).
ولعل هذا القول يؤكد صحة الاستنتاج الذي توصلنا إليه فالأجلح هنا المقصود به الإمام علي.

(39) تاريخ الطبري وانظر نهج البلاغة...
(40) هناك تصريح لعمر يؤكد هذا أنظر فتح الباري ج‍ 7 / 67 وما بعدها.
(41) فتح الباري ج‍ 7 / 68.
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة