السيف والسياسة - صالح الورداني - الصفحة ٩٢
ثم إن عثمان تراجع عن قراره بعد ضغوط لكن عمار لم يغير موقفه من عثمان وتصدى له ثانية حين وهب بعض نسائه من مال المسلمين ما تتزين به. فأوعز عثمان إلى شرطته فأخذوه وضربوه حتى غشي عليه (6).
ويروى أنه حين بويع عثمان خطب عمار في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: يا معشر قريش أما إذا صرفتم هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم ههنا مرة وههنا مرة. فما أنا بآمن من أن ينزعه الله منكم فيضعه في غيركم كما نزعتموه من أهله ووضعتموه في غير أهله (7).
وقام المقداد فقال: ما رأيت مثل ما أوذي به أهل هذا البيت بعد نبيهم.
فتصدى له عبد الرحمن بن عوف قائلا: وما أنت وذاك يا مقداد بن عمرو.؟.
فقال المقداد: إني والله لأحبهم لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم وإن الحق معهم وفيهم. يا عبد الرحمن. أعجب من قريش - وإنما تطولهم على الناس بفضل أهل هذا البيت - قد اجتمعوا على نزع سلطان رسول الله بعده من أيديهم. وأيم الله يا عبد الرحمن لو أجد على قريش أنصارا لقاتلتهم كقتالي إياهم مع النبي يوم بدر (8).
ولقد تصدى عبد الله بن مسعود لعثمان وحرض عليه المسلمين وكان على الكوفة يعظ الناس ويعلمهم كتاب الله فعزله عثمان وأرسل مكانه الوليد بن عقبة فاصطدم به ابن مسعود وأسمعه كلاما شديدا في حق عثمان. ثم رحل إلى المدينة تاركا الكوفة في وداع أهلها (9).
وفي المدينة وقع صدام بينه وبين عثمان الذي أمر زبانيته فضربوه حتى دق ضلعه ثم أمر بقطع رزقه. مما دفع بالإمام علي إلى التصدي له وحمل ابن مسعود إلى بيته ليكون تحت رعايته (10).

(6) أنظر المراجع السابقة.
(7) أنظر المراجع السابق.
(8) أنظر المراجع السابق.
(9) أنظر المراجع السابق.
(10) أنظر المراجع السابق.
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة