هو يصطدم بالقرآن الذي يقول: وأمرهم شورى بينهم..، أي بين المؤمنين جميعا وليس بين فئة محددة.. ويصطدم بسنة الرسول الذي طبق النص القرآني وعمل به بين الصحابة وفتح الباب لحرية الرأي الذي أغلقه أبو بكر وعمر ليفتح الباب على مصراعيه لدكتاتورية الخط الأموي..
وإذا كان عمر وهو ينازع في حيرة من أمره يستخلف أو لا يستخلف مرددا إن لم أستخلف فلم يستخلف الذي هو خبر مني - أي الرسول - وإن أستخلف فقد استخلف أبو بكر. (36).
وقد انتهز فرصة حيرة عمر هذه رجل لم تكشف لنا الروايات من يكون. وقال له: استخلف عبد الله بن عمر..
فقال عمر: قاتلك الله. والله ما أردت الله بهذا. أستخلف من لم يحسن أن يطلق امرأته... (37).
إلا أن عمر مال إلى الاستخلاف في حدود مجموعة لن تحيد عن الخط القبلي الذي وضع أساسه مع أبي بكر وهي في النهاية سوف تستقر على واحد من أنصار هذا الخط ولن تتجه بحال إلى الحيدة عنه والاتجاه نحو علي..
وعلى الرغم من موقف عمر من ولده عبد الله وكونه صاحب شخصية ضعيفة تجعل منه عديم القدرة على اتخاذ القرار. على الرغم من ذلك جعله في أهل المشاورة جبرا لخاطره.
وقال عمر: إذا اجتمع ثلاثة على رأي وثلاثة على رأي فحكموا عبد الله بن عمر فإن لم ترضوا بحكمه فقدموا من معه عبد الرحمن بن عوف وإن ولي عثمان فرجل فيه لين وإن ولي علي فستختلف عليه الناس وإن ولي سعدا وإلا فليستعن به الوالي (38).