السيف والسياسة - صالح الورداني - الصفحة ١٥٧
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل ما قاله الرسول خفية كلهم من قريش حقا؟
وما هو مبرر إخفاء الرسول لهذه الكلمة..؟
وهل يجوز للرسول أن يخفي حكما عن المسلمين..؟
إننا أمام هذه الروايات بين أمرين:
إما أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال شيئا أخفاه الراوي وأبدله بكلمة كلهم من قريش.. وإما أن يكون قد قال كلهم من قريش وفي هذه الحالة ليس هناك مبرر لا خفائها لكونها لا تصطدم بالخط السائد..
ولو كان الرسول قد قال: كلهم من آل البيت لكان من الممكن أن يكون مبرر الاخفاء مقبولا لكون الإمام علي هو رأس آل البيت وإمامهم والقوم يسعون إلى عزلهم عن المسلمين. لكن إن يكون المقصود بالإخفاء قريش فهو الأمر الغير مقبول عقلا..
لقد أخضع هذا النص للسياسة كما أخضعت نصوص كثيرة على شاكلته وما يؤكد ذلك هو إضافة فقهاء القوم من شروح لهذا النص تهدف إلى تطويعه للخط الأموي..
ويجمع فقهاء القوم على أن المقصود بالأئمة الاثني عشر الذين أشار إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم هم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم على ثم معاوية ثم يزيد بن معاوية ثم عبد الملك بن مروان ثم أولاده الأربعة: الوليد وسليمان ويزيد وهشام ثم عمر بن العزيز. (24).
ويبرر الفقهاء هذا لتفسير بأن الأمة اجتمعت على هؤلاء واختلفت فيما سواهم والمراد بالاجتماع انقيادهم لبيعتهم فمن بعدهم انتشرت الفتن وتغيرت الأحوال. (25).

(24) أنظر شرح العقيدة الطحاوية وكتب العقائد. وانظر لنا عقائد السنة وعقائد الشيعة.. وانظر فتح الباري ج‍ 13 / باب الاستحلاف..
(25) أنظر المرجع السابق..
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 161 163 164 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة