سبب هلاكه يوم الأحد لعشر مضين من المحرم يوم عاشوراء سنة إحدى وستين بموضع من أرض الكوفة يدعى كربلاء قرب الطف.. (54) ويتضح من خلال هذه الرواية ما يلي:
- أن الإمام الحسين كذب على الوليد بن عتبة وخشي أن يواجهه بالحقيقة..
- أن الإمام الحسين فر من المدينة ليلا خوفا من بطش الوليد..
- أن ثورة الحسين كانت حركة عشوائية كان نتيجتها هلاكه..
ويروي ابن حجر عن ابن عمر أنه قال عندما رأى الحسين مقبلا: هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء اليوم وكانت إقامة الحسين بالمدينة إلى أن خرج مع أبيه إلى الكوفة فشهد معه الجمل ثم صفين ثم قتال الخوارج وبقي معه إلى أن قتل ثم مع أخيه إلى أن سلم الأمر إلى معاوية فتحول مع أخيه إلى المدينة واستمر بها إلى أن مات معاوية فخرج إلى مكة ثم أتته كتب أهل العراق بأنهم بايعوه بعد موت معاوية فأرسل إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب فأخذ بيعتهم وأرسل إليه فتوجه وكان من قصة قتله ما كان.. (55) وهذه الرواية إنما تعضد سابقتها إلا أنها تحاول إثبات أن الإمام الحسين أسهم في تسليم الأمر إلى معاوية مع الإمام الحسن. وهذا الموقف من شأنه أن يثير الشكوك حول حركته. فما دام قد شارك في تسليم الأمر إلى معاوية وتقاضى الأموال مقابل ذلك فإن حركته ضد يزيد من الممكن أن تشوبها أغراض دنيوية.
ويروى أن الحسين لما بلغه خبر مقتل مسلم بن عقيل هم بالرجوع. فقال البعض: والله لا نرجع حتى نصيب بثأرنا أو نقتل فساروا. وكان عبيد الله بن زياد قد جهز الجيش لملاقاته فوافوه بكربلاء منزلها ومعه خمسة وأربعون نفسا من الفرسان ونحو مائة راجل فلقيه الحسين وأميرهم عمر بن سعد بن أبي وقاص وكان عبيد الله ولاه بعهده عليها إذا رجع من حرب الحسين. فلما التقيا قال له الحسين:
اختر مني إحدى ثلاث: إما أن ألحق بثغر من الثغور. وإما أن أرجع إلى المدينة.