السيف والسياسة - صالح الورداني - الصفحة ١٣٤
وقال حجر: لا أقول ما يسخط الرب. فأمر معاوية بقتله وعدد من أصحابه في مرج عذراء عام 51 ه‍.. (34) ومن جرائم معاوية تآمره على قتل الإمام الحسن بالسم وتوليه ولده يزيد خليفة له فكان أن شرع للملكية في الإسلام لتذوق الأمة على يد ولده وملوك بني مروان من بعده ألوان العذاب والظلم والاستبداد..
يقول الحسن البصري: أربع خصال كن في معاوية لو لم تكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة. انتزاؤه على هذه الأمة بالسيف حتى أخذ الأمر من غير مشورة وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة. واستخلافه بعده ابنه سكيرا خميرا يلبس الحرير ويضرب الطنابير. وادعاؤه زيادا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الولد للفراش وللعاهر الحجر. وقتله حجرا وأصحاب حجر فيا ويلا له من حجر ويا ويلا له من حجر وأصحاب حجر.. (35) وعلى يد يزيد بن معاوية وقعت جريمتان بشعتان: الأولى قتل الحسين وأهل بيته في كربلاء.
والثانية استحلاله مدينة رسول الله وذبح أهلها وهتك أعراض نساءها..
تروي كتب التاريخ أن أهل المدينة عصوا يزيد وشقوا عصا الطاعة بعد مصرع الحسين فكان أن سير إليهم جيشا استباح المدينة ثلاثة أيام وقتل آلاف الأنفس من الأشراف وغيرهم وهتك أعراض النساء حتى قيل أنه حبلت ألف امرأة في تلك الأيام من غير زواج.. (36) وعلى الرغم من هاتين الجريمتين بالإضافة إلى منكرات يزيد الأخرى فإن فقهاء

(٣٤) أنظر الطبري ح‍ ٤ / ١٩٠ وما بعدها. وانظر الإصابة ح‍ ١ / ٣٣٣ حرف الحاء القسم الأول والاستيعاب بهامشه ح‍ ١ / ٣٨١ / ٣٨٢..
(٣٥) أنظر الكامل ح‍ ٣ / ٢٤٢. والبداية والنهاية ح‍ ٨ / ١٣٠..
(٣٦) أنظر الطبري ح‍ ٤ / ٣٧٢ وما بعدها. والكامل ح‍ ٣ / ٣١٠ وما بعدها. والبداية والنهاية ح‍ 8 / 372 وما بعدها
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة