السيف والسياسة - صالح الورداني - الصفحة ١٣٨
هذين الخطين يعني أن هذين الخطين إنما يمثلان توجها واحدا ويحققان نتيجة واحدة.
ارتباط الإمام بمواجهة هذين الخطين يعني استمرارهما في مواجهة الإسلام النبوي على مر الزمان. فالإمام علي هو ممثل الإسلام النبوي ورمز الحق على مر الزمان..
والخط الأموي وخط الخوارج يمثلان الإسلام الزائف ويرمزان للباطل على مر الزمان.. ومنهج الخوارج سوف يظل باقيا وإن كان قد ضرب عسكريا وتقوقع فكريا - في مواجهة الإسلام النبوي خط آل البيت. ولن يتمكن المسلمون من تجنبه واعتزاله إلا بفقه حركة الإمام علي وخط آل البيت. فمن حاد عن هذا الخط وقع فريسة للخوارج. ومن استبصر هذا الخط أمكن له أن يحصن نفسه في مواجهته..
ولقد كان الإمام علي يواجه كل هذه الأحداث وهو مستبصر بها عالم بنتائجها ودلالاتها حتى أنه كان يعلم طريقة موته كما أخبره بها الرسول صلى الله عليه وسلم.. (45) من هنا فإن نتائج صراع الإمام مع هذه الجبهات الثلاث يمكن أن يمنحنا المعالم التي ترشدنا إلى فقه حقيقة الإسلام. وفقه حقيقة الرجال الذين موهوا على هذا الإسلام وزيفوا نصوصه ومفاهيمه بما اخترعوه من روايات واجتهادات أضلت الناس عن سبيل الله..
إن ارتباط الإمام بمواجهة عائشة ومعاوية والخوارج ليس محض صدفة إنما هو عمل تشريعي للأمة تهتدي به على الدوام..
اختيار الإمام لهذا الدور اختيار إلهي فلم يكن من بين الصحابة من هو مؤهل للقيام به. وقد دفعت الأمة ثمنا باهظا لتقاعسها عن نصرة الإمام والالتزام بخطه..
دفعته فرقة وشتاتا..

(٤٥) أنظر مسند أحمد وتأريخ بغداد والبداية والنهاية ح‍ 7 / 325. وقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم وأن قاتل الإمام هو أشقى الآخرين. وروى الإمام: عهد إلي الرسول أن لا موت حتى أؤمر ثم تخضب هذه - يعني لحيته - من دم هذه يعني هامته..
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة