السيف والسياسة - صالح الورداني - الصفحة ١٢٧
لا يملك الشرعية..
ولا يملك العلم..
ولا يملك الرصيد التاريخي..
وعندما بدأ الصدام كان في صف الإمام ثمانون بدريا ومائة وخمسون ممن بايع تحت الشجرة أما في صف معاوية فكان عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة أما أبو هريرة فلم يكن من المقاتلين وإنما كان يتزعم جهاز الدعاية لمعاوية..
أعلن الإمام في عسكره: لا تقاتلوهم حتى يقاتلوكم وأنتم بحمد الله على حجة وترككم قتالهم حجة أخرى فإذا هزمتموهم فلا تقتلوا مدبرا ولا تجهزوا على جريح ولا تكشفوا عورة ولا تمثلوا بقتيل وإذا وصلتم إلى رجال القوم فلا تهتكوا سترا ولا تدخلوا دارا ولا تأخذوا شيئا من أموالهم ولا تهيجوا امرأة وأن شتمن أعراضكم وسببن أمراءكم وصلحاءكم.. (12) وهذا الخلق النبوي الذي التزم به الإمام في المعركة واجهه معاوية بالغدر والخديعة حين رأى الهزيمة به لا حقة خاصة بعد مصرع رجل الإمام عمار بن ياسر الذي أخبر الرسول بمصرعه على يد الفئة الباغية.. (13) ولقد شكل مصرع عمار هزة كبيرة لمعاوية وابن العاص خاصة بعد أن شاع بين جيش الشام خبر نبوءة الرسول في عمار..
يقول أبو بكر الجصاص: قاتل على الفئة الباغية بالسيف ومعه من كبراء الصحابة وأهل بدر من قد علم مكانهم وكان محقا في قتاله لهم لم يخالف فيه أحد إلا الفئة الباغية التي قابلته واتباعها. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمار تقتلك الفئة الباغية وهذا خبر مقبول من طريق التواتر حتى أن معاوية لم يقدر على جحده لما قال له عبد الله بن عمر. فقال: إنما قتله من جاء به فطرحه بين أسنتنا. رواه أهل الكوفة وأهل البصرة وأهل الحجاز وأهل الشام.. (14)

(١٢) أنظر الطبري ح‍ ٤ / ٦. والكامل لابن الأثير ح‍ ٣ / ١٤٩..
(١٣) أنظر سلم كتاب الفتن وابن كثير ح‍ ٧ / ٢٦٧. والاستيعاب وسيرة ابن هشام..
(١٤) أنظر أحكام القرآن للجصاص. وانظر ابن كثير والطبري وكتب التاريخ..
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة