التراث السني نتج من حالة سلام مع الواقع..
بينما التراث الشيعي في حالة صدام معه..
التراث السني يضيق على العقل..
والتراث الشيعي يحترم العقل..
وبهذه المقارنة يتضح لنا مدى الهوة التي تباعد بين التراثين. إلا أن التراث الشيعي كحال أي تراث لا بد وأن تطرأ عليه متغيرات نتيجة لتراكم الأقوال والاجتهادات النابعة منه بحيث يصبح متشابها إلى حد كبير مع التراث السني..
من هنا برزت الروايات الموضوعة عند الطرفين..
وبرزت المذاهب في إطار الفكر الواحد..
أبرز التراث السني الكثير من الروايات التي ترفع من قدر الصحابة وتضخم بعضهم وأبرز التراث الشيعي الكثير من الروايات التي ترفع من قدر آل البيت وتضخمهم وعند كلا الطرفين ظهر الوضع والاختلاق..
ولقد تبين لي أن القاعدة التي وضعت من قبل الشيعة لضبط حركة الرواية ووقف عملية الوضع والاختلاق هي أدق وأكثر ارتباطا بالنص من قاعدة السنة..
قاعدة الشيعة تنص على أن الحديث الذي يخالف القرآن والعقل يضر ب به عرض الحائط. بينما قاعدة السنة تعتمد على علم الرجال والبحث في سند الرواية..
قاعدة الشيعة تركز على متن الرواية..
بينما قاعدة السنة تركز على سندها..
وعلى ضوء قاعدة الشيعة تم نبذ الكثير من الروايات في التراث الشيعي ومحاكمة الروايات الأخرى ووضعها تحت دائرة الضبط والتنقيح..
وعلى ضوء قاعدة السنة تم اعتماد الكثير من الروايات رغم مخالفتها لنصوص القرآن ومصادمتها للعقل بسبب أن سند هذه الروايات سليم ورجاله رجال الصحيح. أي أنه ما دامت قد ثبتت عدالة الرواة فقد ثبتت صحة الرواية ولو