لم أكن راضيا عن تلك الأطروحات السلفية التي تلقتها التيارات الإسلامية بالقبول ولم أكن راض عن مثالية السلف.
إن مثل هذا التصور إنما هو ضد العقل فضلا عن كونه ضد الواقع والطبائع البشرية. وتبينه سوف يؤدي إلى جعل العقل المسلم أسير الماضي. بالإضافة إلى جعله أسيرا لتصورات وهمية من شأنها أن تنعكس على واقعه محدثة تناقضا في السلوك والمواقف وسلبية في الأداء. وهو ما يشهد به واقع العمل الإسلامي.. (1).
من هنا فقد كنت دائم الصدام مع الأطروحة السلفية منذ بداية نشأتي في الوسط الإسلامي وكانت النتيجة أن حكم علي بالزندقة وفساد العقيدة من قبل الرموز السلفية السائدة فترة معايشتي للتيارات الإسلامية. كما صدرت تحذيرات لشباب الجماعات مني وتوصيات بوجوب مقاطعتي واعتزالي ولم تكن تعنيني تلك التحذيرات والإشاعات والأحكام التي صدرت في شخصي والتي تطورت فيما بعد إلى حملات هجومية تتبنى سلاح الطعن والتشويه. فقد كان يشغلني أمر البحث عن مخرج لما أنا فيه من تيه بعد أن تيقنت أن هناك خللا ما في الأطروحة الإسلامية المعاصرة.. السائدة طوال تلك الفترة. من بداية السبعينات وحتى منتصفها تقريبا كنت قد أصدرت عدة أحكام في كثير من كتب التراث المتداولة بين أيدينا وعلى رأسها كتاب العقيدة الطحاوية الذي يعد ركيزة التأسيس العقائدي لشباب