وآله وسلم) يقول ضعوا هذه الآية في سورة كذا فمعنى ذلك أنه كان يشرف بنفسه على جمع القرآن وترتيبه. وهذا يعني أن الرسول قد ترك القرآن مرتبا مجموعا.
إذن ماذا كان يفعل أبو بكر وماذا فعل عثمان؟ وإذا كان الأمر كذلك فكيف يموت الرسول دون أن يبين موضع سورة براءة؟.
إن مثل هذه الحيرة أوقعت ابن حجر في تناقض فعلى الرغم من تبنيه فكرة أن الترتيب توقيفي بأمر الرسول لم ينف عن عثمان اجتهاده في ترتيب براءة وراء الأنفال وأقر فعله وهو بهذا يدين أبا بكر وعثمان لتدخلهما في أمر القرآن بما يخالف ما ترك الرسول وأمر الترتيب لا يمكن إلا أن يكون اختيارا وهو ما فتح الباب لعثمان ليرتبه على طريقته. ولو كان توقيفيا ما استطاع عثمان أن يقوم بعمله هذا ولأعتبر فعله تحريفا صريحا للقرآن وما كان وافقه على ذلك أحد بل ما كان جرؤ على ذلك من الأصل..
يروي البخاري أن جبريل كان يعرض على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) القرآن كل عام مرة. فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه (28)..
وهذه الرواية تعارض كل ما صنع القوم وتجعلنا بين أمرين..
إما أن نقف إلى جوار أبي بكر وعثمان ونتبنى مصحفه..
وإما أن ننكر هذه الروايات التي تدعم موقفهما وبالتالي سوف نرفض مصحف عثمان. فهذه الرواية تؤكد أن القرآن كان موضع اهتمام جبريل والرسول حتى قبض. وليس هناك مجال لأحد من بعد الرسول كي يبذل جهدا فيه. فهو كامل مجموع وموجود..
من هنا بدأت الأبصار تتجه إلى حقيقة حاول القوم إخفاءها وهي ضرورة أن يكون الرسول قد ورث القرآن مجموعا كاملا لواحد من صحابته تتوافر به صفات حفظه ورعايته وإيصاله إلى الناس بأمانة..
ومن بين صحابة النبي لا يوجد من تتوافر به هذه الصفات سوى الإمام علي.
ومنذ أن توصلت لهذه الحقيقة فهمت سر الربط الذي ربطه الرسول بين القرآن والعترة. فهذا الربط إنما يوحي بشئ محدد وهو أن القرآن عند هؤلاء العترة وليس عند سواهم وعندما تغيب فكرة العترة من ذهن المسلم تغيب عنه حقيقة القرآن