الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة - صالح الورداني - الصفحة ١٩٩
يروي البخاري أنه جاء رجل من العراق إلى عائشة فقال: يا أم المؤمنين أريني مصحفك؟ قالت: لم؟ قال لعلي أؤلف القرآن عليه. فإنه يقرأ غير مؤلف.
قالت: وما يضرك آية قرأت.. لقد نزل بمكة وإني لجارية ألعب. قال:
فأخرجت له المصحف فأملت عليه آي السور (18)..
ومثل هذه الرواية إنما الهدف منها ضرب مصحف ابن مسعود. فهذا الرجل القادم من العراق مقر ابن مسعود ومركز دعوته بشأن المصحف - يطلب من عائشة مصحفها إنما يعني أنه يتشكك في مصحف ابن مسعود الذي تشير الرواية إلى أنه غير مؤلف أي مجموع. فإذا أخذنا بصحة هذه الرواية فإن هذا يعني أنه كان هناك مصحف آخر خاص بعائشة غير مصحف حفصة ومصحف عثمان وضرب خصومه فأكثروا الشكوك من حوله وزادوا الطين بلة إذ أضافوا إلى المصاحف الموجودة مصحفا آخر هو مصحف عائشة وفي هذا إدانة لعثمان كونه لم يعتمد على هذه المصاحف حتى مصحف عائشة في عمله الذي قام به. كما أنا لم نسمع أن مصحف عائشة أحرق مع المصاحف التي تم إحراقها..
ويروي البخاري سئل ابن عباس: أترك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من شئ؟ قال ما ترك إلا ما بين الدفتين. وسئل محمد بن الحنفية فقال: ما ترك إلا ما بين الدفتين (19)..
ويعلق ابن حجر على هذه الرواية بقوله: وليس المراد أنه ترك القرآن مجموعا بين الدفتين لأن ذلك يخالف ما تقدم من جمع أبي بكر ثم عثمان. وهذه الترجمة للرد على من زعم أن كثيرا من القرآن ذهب لذهاب حملته. وهو شئ اختلقه الروافض لتصحيح دعواهم أن التنصيص على إمامة علي واستحقاقه الخلافة عند موت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان ثابتا وأن الصحابة كتموه وهي دعوى باطلة لأنهم لم يكتموا مثل (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) وغيرها من الظواهر التي قد يتمسك بها من يدعي إمامته. كما لم يكتموا ما يعارض ذلك أو يخصص عمومه أو يقيد مطلقه. وقد تلطف المصنف - أي البخاري - في الاستدلال على الرافضة بما خرجه عن أحد أئمتهم الذي يدعون إمامته وهو محمد بن الحنفية وهو ابن علي بن أبي طالب. فلو كان هناك شئ ما يتعلق بأبيه لكان هو أحق الناس بالاطلاع عليه. وكذلك ابن عباس فإنه ابن عم علي وأشد الناس له لزوما

(١٨) البخاري باب تأليف القرآن.
(19) البخاري باب من قال لم يترك النبي إلا ما بين الدفتين. والدفتان أي اللوحان وهذا يعني أن المصاحف كانت مكتوبة.
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 5
2 أول الطريق 9
3 تشريح الواقع 12
4 الاخلاق 14
5 رحلات 17
6 هوامش 20
7 التحرر من الماضي 21
8 تيار التكفير 24
9 فكرة الحاكمية 26
10 كبت العقائد 29
11 الفرقة الناجية الاتباع 31
12 هوامش 34
13 الدين و التراث 37
14 ما هو الدين؟ 40
15 ما هو التراث 42
16 الحق و الباطل 44
17 التراث السني و التراث الشيعي 49
18 هوامش 52
19 رحلة الشك 53
20 بنو أمية 56
21 هوامش 61
22 التأويل و التبرير 63
23 هوامش 70
24 الرسول و النساء 73
25 هوامش 79
26 علم الحديث 81
27 هوامش 90
28 الصحابة 93
29 هوامش 99
30 الاجتماع 101
31 هوامش 107
32 تضخيم الرجال 109
33 تجريح الامام علي 112
34 العشرة المبشرون بالجنة 115
35 هوامش 122
36 عمر 125
37 هوامش 132
38 عثمان 135
39 هوامش 142
40 الطرح الشيعي 143
41 القرآن و العقل 146
42 الامام علي 148
43 الاجتهاد 150
44 هوامش 153
45 إشكاليتان 155
46 مكمن الإشكالية 157
47 مسالة العصمة 162
48 الغيبة 165
49 هوامش 171
50 بعد التشيع 173
51 الشخصية المصرية 176
52 مع حركة التشيع 184
53 هوامش 187
54 القرآن 189
55 جمع القرآن 191
56 مصاحف الصحابة 196
57 ترتيب القرآن 202