الأخوان وتيار التكفير والتيار القطبي. وتمكن الأخوان من استقطاب القطاع الأكبر من الشباب ومن طلبة الجامعات الذين كانوا يمارسون نشاطهم الإسلامي داخل محيط الجامعة تحت اسم الجماعة الدينية التي تحولت فيما بعد إلى اسم الجماعة الإسلامية وأصبحت تحت سيطرة الأخوان حتى أواخر السبعينات (1).
واستطاع تيار التكفير أن يشكل جاذبية كبيرة للشباب ويستقطب الكثير منهم وأصبح ينافس الأخوان داخل الجامعة وخارجها إلا أنه بدأ في التراجع بعد حادثة مصرع الشيخ الذهبي (5).
أما التيار القطبي فقد التزم السرية ولم تجد أطروحته ذلك الرواج الذي وجدته أطروحة الأخوان وأطروحة التكفير حتى تم ضربه في إطار الضربة الشاملة التي وجهت للحركة الإسلامية عام 1981 م (6) وبالإضافة إلى هذه التيارات الثلاثة برز تيار رابع تفرخ من خلال الفكر الوهابي الذي كانت تبثه جماعة أنصار السنة ومن خلال حركة الغزو الفكري الخارجي الذي كان يعتمد على عدد من دور النشر المصرية التي كانت تقوم بطبع ونشر كتب ابن تيمية وابن عبد الوهاب...
وتوزيعها مجانا على طلبة الجامعات والشباب المسلم في جميع أنحاء مصر. وهذا التيار اصطدم بهذه التيارات الثلاثة ونابذها العداء (7).
وفي عام 1974 م برزت أول طليعة جهادية في مصر بقيادة صالح سرية واصطدمت بنظام الحكم فيما عرف بحركة الفنية العسكرية. وكانت تلك الحركة هي النبتة التي نما على أساسها تيار الجهاد (8).
وفي وسط هذه التيارات كان هناك التيار الإسلامي الحكومي المتمثل في الأزهر والأوقاف. وكان هذا التيار قد نبذ من الجميع وعجز عن اختراق صفوف الشباب مما دفع السادات إلى الاعتماد على الأخوان لمواجهة التيارات الإسلامية المتشددة والتيارات السياسية الأخرى التي تناصبه العداء (9).
وقد احتدم الصراع بين هذه التيارات واشتدت الخلافات وكثرت المنازعات وتكررت الصدامات بين أفراد هذه التيارات داخل محيط الجامعة وخارجها.
وكان كثيرا ما يعتدي أفراد التيار السلفي والتيار الجهادي على عناصر الأخوان. ثم تطور الأمر وأصبح تيار التكفير يعتدي على المخالفين له والمنشقين