فحديث: أثبت أحد فإن عليك نبيا وصديقا وشهيدين..
وحديث: إئذن له وبشره بالجنة..
وحديث: كنا في زمن النبي لا نعدل بأبي بكر أحدا ثم عمر ثم عثمان ثم نترك أصحاب رسول الله..
وحديث ابن الحنفية: أي الناس خير بعد رسول الله..
وحديث: إني لكنت أرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك..
وتكرار مثل هذه الأحاديث التي تجمع الثلاثة إنما يؤكد أن هناك محاولات متعمدة لربط الثلاثة ببعضهم بصورة تجعل من الصعب التفريق بينهم. وإذا ما تطرق الشك إلى أحدهم فإن الآخر سوف يدعمه ويبدد هذا الشك عنه. وغالبا ما سوف يتجه الشك لعثمان إذ أن تاريخه لا يبرر له هذه المكانة التي وضعوه فيها فمن ثم فإن ربطه بأبي بكر وعمر سوف يقوي من موقفه ويغطي على مساوئه..
ولما كانت محاولة المساس بعثمان سوف تكون نتيجتها المساس بأبي بكر وعمر.
فقد وضع القوم المحاذير الصارمة التي تحول دون الخوض في عثمان والتي هي نفس المحاذير التي تمنع من الخوض في أبي بكر وعمر..
ومن هنا فقد أحاط القوم الخلفاء الثلاثة بهالة من القداسة وكم هائل من النصوص التي تشكل حاجزا منيعا يحول دون الخوض أو حتى مجرد التفكير في نقدهم..
أما الإمام علي فإنهم وإن كانوا قد وضعوه رابع الخلفاء فهم لم يوقروه ويعظموه كما عظموا الثلاثة ويكفي أن وضعوه رابعهم ونقلوا الكثير من الروايات التي تحط من قدره وتشكك في علمه ومكانته وتبرر وضعه في مؤخرة الخلفاء على ما سوف نبين عند عرض مناقب الإمام في روايات القوم..
ومثل هذا الأمر إنما يؤكد أن مسألة الخلفاء إنما هي مسألة مخترعة من قبل السياسة وأن القوم يتخبطون في محاولة دعم هذه المسألة بالنصوص..
يروي مسلم: سئلت عائشة من كان رسول الله مستخلفا لو استخلف.
قالت: أبو بكر فقيل لها ثم من بعد أبي بكر. قالت: عمر. ثم قيل لها من بعد