طامة الشورى (1) قلنا غير مرة: إن الله جل وعلا أرسل محمدا " صلى الله عليه وآله، وشرع له دينا " قيما " لا عوج فيه على لسان جبرئيل، وأنزل عليه قرآنا " محفوظا " لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه.
ونص الله ورسوله على وصيه علي عليه السلام من أول يوم أعلن الرسول الدعوة فيه فأمره الله بإنذار عشيرته الأقربين، واستوزر عليا " عليه السلام وما زال في كل مناسبة يرفع من شأن علي في أمر الخلافة، حسبما تقتضيه حكمته البالغة إلى أن جاء اليوم الذي أراد الله أن يتوفى فيه رسوله، ففي اليوم الذي قضى الرسول صلى الله عليه وآله فيه نحبه، وبينما كان علي ومن معه مهتمين في تجهيز رسول الله صلى الله عليه وآله، قام الأنصار واجتمعوا في سقيفتهم، ورشحوا سعد بن عبادة ليكون خليفة (2).