وكان فيها شيخ يعلم القرآن والكتابة فقط وذلك للصبيان، فوضعني والدي عنده لأتعلم القرآن والكتابة.
ثم بعد أن انتهيت من القرآن والكتابة ضمني والدي إليه، لأعينه في بعض الأعمال. ولما بلغت سن الرشد، وقع في نفسي حب أهل العلم والعلماء، فإذا رأيت عالما " قمت في خدمته بحسب وسعي، ثم ألقي في روعي حب طلب العلم، وكان حينئذ شيخ في قرية قرب قريتنا يدعى الشيخ (رجب) وهو من أهل العلم، فبدأت أنا وأخي الشيخ (أحمد) عنده، وبقينا ما يقرب من ثلاث سنين.
ثم انتقلنا إلى أنطاكية ودخلنا المدرسة بواسطة شيخ يدعى الشيخ (نظيف) فأخذنا بالدراسة عنده، وعند والده الشيخ (أحمد أفندي الطويل) وبقينا فيها مدة سبع سنين تقريبا ".
وفي أثناء هذه المدة أتى إلى أنطاكية شيخ عالم جليل يدعى الشيخ (محمد سعيد العرفي) من بلد دير الزور، وكان مبعدا " من قبل الدولة الفرنسية أثناء احتلالها القطر السوري بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى سنة 1919 م، وقد أخذنا عنه أيضا مدة إقامته في أنطاكية.
في الجامع الأزهر: ثم ارتحلنا إلى مصر، وكان السابق إليها أخي، ودخلنا الجامع الأزهر للدراسة، وبعد مدة قليلة تقرب من شهر من دخولنا الجامع الأزهر، أتى الشيخ سعيد المذكور إلى مصر، وحصلت لنا منه بذلك فوائد كثيرة، وقد أخذنا في الجامع جل