نعم لكن بشرطها، فالأمة كلها تأتي بلا إله إلا الله، محمد رسول الله، الشيعة وغير الشيعة، ومع ورود ذلك، فقد حكم النبي صلى الله عليه وآله بنجاة فرقة واحدة لا غير.
فالقول بنجاة الأمة جميعا "، رد للحديث المتفق على صحته، والقول بهلاك الكل رد له أيضا " كما قدمنا (1) أيضا "، إذن فلا بد أن تكون الفرقة الناجية قد امتازت عن غيرها من الفرق بشئ لم تأخذ به بقية الفرق.
وقد امتازت الشيعة عن غيرها بأمور اختصت بها، وهو قولهم بعصمة الأئمة عليهم السلام، واختصاص الخلافة بهم بأدلة تقطع على الخصم حجته، فالخلافة لا تصلح لغيرهم، ولا يتم نظام الأمة بتولي الخلافة بغيرهم.
ولو أن أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله أخذوا بتعاليم نبيهم، لما وقعوا فيما وقعوا به من القتل والنهب والسلب، ولكن خرجوا عن طاعة الله والرسول، فكان ما كان مما لا يخفى على أحد، فحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.