المنذر (1)، فقال: منا أمير، ومنكم أمير! وهنا جاء دور عمر بن الخطاب، فقال له: هيهات! لا يجتمع اثنان في قرن، لا ترضى العرب أن يؤمروكم ونبيها من غيركم، ولكن العرب لا تمتنع أن تولي أمرها لمن كانت النبوة فيهم، وولي أمورهم منهم، ولنا الحجة بذلك على من أبى من العرب.
فقام الحباب بعد عمر، فقال: يا معشر الأنصار! املكوا عليكم أمركم، ولا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه، فيذهبوا بنصيبكم من هذا الأمر، فإن أبوا عليكم ما سألتموه، فاجلوهم عن هذه البلاد، وتولوا عليهم هذه الأمور، فأنتم - والله - أحق بهذا الأمر منهم، فإنه بأسيافكم دان لهذا الدين من دان ممن لم يكن يدين، إلى غير ذلك مما قال (2).