الدساسون في القرن الأول، والقرن الثاني، وما يليهما من القرون، وقصدهم بما وضعوه، وبما دسوه الستر على من ارتكب الطرق الملتوية لئلا تتكشف عوراتهم البادية، وتعمية السبيل المستقيم على سالكيه لهذا وذاك، عسر على المحققين المنصفين مع بذلهم قصارى جهدهم للوقوف على تمحيص الحقيقة آنذاك.
لكن الله جلت قدرته لن يخلي زمنا " ما ممن يقذف بالحق على الباطل، فيدمغه فإذا هو زاهق، والحمد لله رب العالمين.
إذن فالكتابة عن يوم السقيفة وطوارئها، والبحث عن إدراك غوامضها ليس بالأمر السهل، إذ هو السبب القوي الداعي إلى انقسام الأمة إلى فرقتين في يومه، ثم إلى فرق تبلغ الثلاث والسبعين فرقة، كما جاء في الحديث كل فرقة تحمل على من سواها حملة شعواء لا هوادة فيها، وتحملها أوزار الثقلين من الإنس والجن، ولا ينجو من تلك الفرق كلها سوى فرقة واحدة، بإخبار الرسول صلى الله عليه وآله (1) وهذا شئ عظيم يوجب إلفات النظر بدقة.
أمة كبيرة طويلة المدى، لا ينجو منها سوى فرقة واحدة (الله أكبر) إذن يجدر بالإنسان أن يجهد جهده لإنقاذ نفسه، وإنقاذ عياله، ومن يلوذ به وأصدقائه، بل جميع الأمة إن استطاع ولا أراه بمستطيع...
فالأمر أمر تضرب له آباط الإبل، انتبه!!