قدمنا، فإنه قد أوعز إلى عماله في جميع ممتلكاته بوضع الحديث في فضل الصحابة، وذم العترة الطاهرة من أهل البيت عليهم السلام، ولا سيما في حق أمير المؤمنين عليه السلام.
وصفوة القول:
قد تعين خلافة أمير المؤمنين عليه السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله بلا فصل من هذا الحديث الشريف المتواتر، وهو: (أنا مدينة العلم، وعلي بابها) مضافا إلى ما تقدم من الأدلة القطعية العقلية منها والنقلية.
إذ جعل رسول الله صلى الله عليه وآله عليا " بابا " للمدينة التي يأتيها رواد العلم من كل حدب وصوب، ولم يوكل النبي صلى الله عليه وآله هذا الأمر إلى غير علي من الصحابة، لعدم وجود أهلية أحد منهم بذلك العبء الثقيل، لما فيه من الأهمية العظيمة المترتب عليها فوز الأمة إن انقادت وسلمت الأمر لمن هو له أهل، أو هلاكها إن خالفت وعصت أمر الآمر، ألا ترى إلى قوله صلى الله عليه وآله: (من أراد العلم الباب) ومن أتى من غير الباب عد سارقا "، وصار من حزب إبليس!؟
وقد ذكر السيد الإمام الأكبر والمجاهد الأعظم، عز الشيعة ومعز الشريعة، سيد الطائفة، السيد مير حامد حسين النيسابوري، ثم الهندي في كتابه (عبقات الأنوار) (1) حديث (أنا مدينة العلم وعلي