(إني قد دعيت ويوشك أن أجيب، وقد حان مني خفوق من بين أظهركم)، ثم أخذ بعضد علي عليه السلام فرفعها - حتى نظر الناس إلى بياض إبطي رسول الله صلى الله عليه وآله - قائلا ":
(أيها الناس! ألست أولى بكم من أنفسكم)؟ قالوا: بلى يا رسول الله.
قال صلى الله عليه وآله: (اللهم من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأخذل من خذله، وأبغض من أبغضه، وأعن من أعانه، وأحب من أحبه، وأعز من أعزه، إنما أكمل الله لكم الدين بولايته وإمامته، لا يبغض عليا " إلا شقي، ولا يوالي عليا " إلا تقي.
معاشر الناس، لا ترجعوا بعدي كفارا " يضرب بعضكم أعناق بعض، فإني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
أيها الناس! قد ضل من قبلكم أكثر الأولين، أنا صراط الله المستقيم الذي أمركم أن تسلكوا الهدى إليه، ثم علي من بعدي، ثم ولدي من صلبه أئمة يهدون بالحق، إني قد بينت لكم وفهمتكم، وهذا علي يفهمكم بعدي.
ألا وإني أدعوكم إلى مصافحتي على بيعته، والإقرار له، ألا وإني قد بايعت الله، وعلي بايع الله، وإني لآخذكم بالبيعة له عن الله، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه، ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا " عظيما ").