وكان أوائل القوم، وهم مائة ألف أو يزيدون، فأمره أن يرد من تقدم منهم، ويحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان، وأن يقيم عليا " علما " للناس، ويبلغهم ما أنزل الله فيه، وأخبره بأن الله عز وجل قد عصمه من الناس.
فلما بلغ (غدير خم) نادى مناديه: الصلاة جامعة، وكان في وقت الضحى، والحر شديد، بحيث لو طرح اللحم على الأرض لانشوى، وأمر أن يعمدوا إلى أصل شجرتين، فيكنسوا تحتهما، وأن يضعوا الحجارة بعضها على بعض كالمنبر، وأمر بثوب فطرح عليه، ثم صعد.
فلما اجتمعوا خطب خطبته تلك العظيمة التي صدع بها، رافعا " صوته لتسمعه تلك الأشهاد المجتمعة من أقطار المسلمين (1)، فبعد أن حمد الله وأثنى عليه، ووعظ فأبلغ في الموعظة، ونعى الأمة نفسه، وقال: