غايته ومنتهاه حين يقول رسول الله صلى الله عليه و (آله) وسلم ناظرا لبيت الله الحرام الذي زاده الله تشريفا وتكريما " ما أعظمك " و " أعظم حرمتك " لحرمة المؤمن أشد عند الله من حرمة بيته المحرم حضارة القرن العشرين شهدت على أيدي بعض أدعيائها ممن جعلوا حرمة المؤمن دون حرمة الكلاب فأهدروا جسده، ودمه، وماله، وعرضه وحرموه من أدنى الحقوق بل أدنى الضرورات حرموه أن يقضي حاجته، وحرموه أن يسد رمقه!! قد يقال وكل حضارات الدنيا لم تقم ولا يمكن أن تقوم بغير الانسان.
ونقول ولكنها لا تجعله من الدرجة الأولى.
ولا تنظر إليه نظرة الاسلام كلا لا يتجزأ أشرف ما فيه قلبه الانسان كله:
في هذا تفترق حضارة الاسلام عن سائر الحضارات إنها لا تنظر للانسان كجسد وحسب كما تفعل الحضارة المادية شرقية وغربية نزوعا إلى ذلك المستوى الهابط الذي صور به فرويد الانسان مجموعة غرائز تتحرك أو نزوعا إلى ذلك الأصل الهابط الذي تدرج به دارون إلى أن يجعل أصل الانسان قردا أو ما وراء ذلك حضارة الاسلام لا تغفل واقع الانسان أنه جسد لكنها لا تغفل الجانب الآخر من الواقع أن له روحا أن له عقلا وقلبا وهي تبدأ مع الانسان وفي هذا نفترق - عن سائر الحضارات من أعز مكان فيه وأشرفه من قلبه فتودع فيه العقيدة والإيمان وبهذا تكون نقطة التحول للانسان.
بهذا يبدأ الانسان معراجه إلى حضارة ا لمثل والقيم والأخلاق.
ولا تغفل بعد ذلك بقية القوى فيه إن لربك عليك حقا وإن لبدنك عليك حقا وإن لزوجك عليك حقا