فاعط كل ذي حق حقه ويتحقق في الانسان " المسلم " التوازن المفقود عند غيره فلا الجسد ولا حاجاته يطغى فينقلب الانسان إلى حيوان تسيره غرائزه ولا العقل ومنطلقاته يطغى فينقلب الانسان إلى خيال بعيد عن الواقع والحياة.
ولا القلب وأشواقه يطغى فينقلب الانسان إلى راهب ينقطع عن الدنيا وما فيها وإنما كل يسير بقدر كما أن كلا خلق بقدر.
كل يسير في فلكه المرسوم كما تسير الكواكب في فلكها المرسوم.
" لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون " (1).
أما القدر الذي يسير قوى الانسان وأما الفلك الرسوم الذي يسير فيه فهو الشريعة التي أنزلها الله له وفيها هذا النظام الرائع المحبوك الذي لا يقل روعة عن نظام هذا الكون المتناسق الغريب وحين تختل القوى أو تطغى ففي توجيهات هذه الشريعة وأوامرها ونواهيها ما يرد الأمر إلى توازنه ليعود كل يسير بقدر وليعود كل إلى فلكه المرسوم بغير طغيان ولا خسران بغير إفراط ولا تفريط.
ثانيا: الشريعة كلها الانسان هو التربة الطيبة والشريعة هي البذرة الطيبة ومنهما يكون النبت الطيب بإذن ربه ومنهما تكون حضارة المثل والقيم والأخلاق