ظنوا أنهم يستطيعون أن يمتطوه ليسخروه لصالح الاسلام وامتطاهم الاستعمار ليسخرهم لصالح التغريب، والتغيير الاجتماعي!
فبعضهم ظن أن يستطيع أن يقنع الإنجليز بإصلاح التعليم الديني " إن أعظم فاعل في نفوس المصريين أن يقال لهم: إن صاحب هذه المنفعة ليس من دينكم وإنكم مأمورون ببعضه " ثم يقول " الدين الاسلامي الحقيقي (!) ليس عدو الألفة، ولا حرب المحبة ولا يحرم المسلمين من الانتفاع بعمل من يشاركهم في المصلحة، وإن اختلف عنهم في الدين، وبالجملة فهو أفضل كافل لجعل الرعية صالحة لأن تكون بدنا في رأس أو آلة لعامل (1).
وبهذه النية التي نحسن الظن بها.
ألف صاحب مدرسة العقل جمعية التقريب بين الأديان.
فيها المسلمون والنصارى واليهود ولعله لم يكن قد اطلع على توصيات المبشرين والمستشرقين في التقريب بين الأديان ولعله لم يدرك أن التقارب بين الاسلام والمسيحية واليهودية لا يمكن أن يكون إلا على حساب الاسلام لأنه الوحيد الدين الصحيح وغيره محرف ولا بد في التقريب من تنازل وتنازل المحرف لا يضيره! أما تنازل الصحيح فإنه يضيره ويضره كل الضرر!!
ولعله لم يدرك أن المشركين حاولوا مع رسول الله صلى الله عليه و (آله) وسلم ذلك التقارب حين قالوا له نعبد إلهك يوما، وتعبد آلهتنا يوما.
فأنزلها رب السماء والأرض قاطعة حاسمة.
" قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون