10 - تحريم القاضي وغيره تشبيه بعض أحوال غير النبي بالنبي وحرم القاضي عياض تشبيه غير النبي بالنبي، بل تشبيه بعض أحوال غير النبي بالنبي، تحريما أكيدا، يستوجب الحبس والتعزير، وأقام على ذلك وجوها عديدة، واستشهد بشواهد من التأريخ والأثر، ومن أقوال المتقدمين وأفعالهم، وإليك النص الكامل لكلامه في (الشفا بتعريف حقوق المصطفى)، في الباب الأول، في بيان ما هو في حقه سب أو نقص من تعريض أو نص:
" فصل: الوجه الخامس - أن لا يقصد نقصا، ولا يذكر عيبا، ولا سبا، ولكنه ينزع بذكر بعض أوصافه، ويستشهد ببعض أحواله عليه السلام الجائزة عليه في الدنيا على طريق ضرب المثل والحجة لنفسه أو لغيره، أو على التشبيه به، أو عند هضيمة نالته، أو غضاضة لحقته، ليس على طريق التأسي وطريق التحقيق، بل على مقصد الترفيع لنفسه أو لغيره، أو سبيل التمثيل وعدم التوقير لنبيه عليه السلام، أو قصد الهزل والتبذير، بقوله كقول القائل: إن قيل في السوء فقد قيل في النبي. أو: إن كذبت فقد كذب الأنبياء. أو: إن أذنبت فقد أذنبوا.
أو: أنا أسلم من ألسنة الناس ولم تسلم منهم أنبياء الله ورسله. أو: قد صبرت كما صبر أولوا العزم من الرسل، أو كصبر أيوب، أو قد صبر نبي الله من عداه، وحلم على أكثر مما صبرت، وكقول المتنبي:
أنا في أمة تداركها الله * غريب كصالح في ثمود ونحوه من أشعار المتعجرفين في القول، المتساهلين في الكلام، كقول المعري:
كنت موسى وافته بنت شعيب * غير أن ليس فيكما من فقير على أن آخر البيت شديد عند تدبره، وداخل في باب الإزراء والتحقير