وغيرهما تركوا حديث عبد الرزاق وكرهوه، فدخلنا من ذلك غم شديد، فقلنا:
فقد أنفقنا وتعبنا وآخر ذلك سقط حديثه، فلم أزل في غم من ذلك إلى وقت الحج، فخرجت من صنعاء إلى مكة، فوافقت بها يحيى بن معين فقلت: يا أبا زكريا ما الذي بلغنا عنكم في عبد الرزاق؟ فقال: ما هو؟ فقلت: بلغنا أنكم تركتم حديثه ورغبتم عنه. فقال: يا أبا صالح، لو ارتد عن الإسلام عبد الرزاق ما تركنا حديثه ".
قال عبد الغني: " وروينا عن عبد الرزاق أنه قال: قدمت مكة فمكثت ثلاثة أيام لا يجيئني أصحاب الحديث، فمضيت وطفت وتعلقت بأستار الكعبة فقلت: يا رب ما لي أكذاب، أمدلس أنا؟ فرجعت إلى البيت فجاؤني...
فقال أحمد بن صالح: قلت لأحمد بن حنبل: أرأيت أحدا أحسن حديثا من عبد الرزاق؟ قال: لا.
وقال أبو زرعة: عبد الرزاق أحد من ثبت حديثه.
قال البخاري: مات سنة 211.
روى له الجماعة " (1).
5 - ابن القيسراني المقدسي: " عبد الرزاق بن همام بن نافع، أبو بكر الحميري مولاهم، الصنعاني.
سمع معمرا وابن جريج والثوري وغير واحد عندهما.
روى عنه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وإسحاق بن منصور، ومحمود بن غيلان عندهما...
أخبرنا أبو القاسم بنيسابور، أنبأنا أبو الحسن الخفاف، ثنا أبو العباس السراج قال: سمعت محمد بن سهل بن عسكر يقول: سمعت أحمد بن حنبل