إذن فجذور التشيع كانت موجودة، لكن الأمويين لما كانوا عمالا لأبي بكر ولعمر كانوا يسدون الأبواب في وجه بني هاشم، ولسبب العداء المتأصل في نفوس بني أمية للإمام علي (ع) ولشيعته كانوا يبذلون كل ما في وسعهم لإقصاء الإمام علي (ع) عن الخلافة لأنهم كانوا يعتقدون أنه إذا صارت الخلافة إليه فلن تزول عنه وعن ذريته من بعده بسبب اللياقة التي أتصف بها الإمام علي (ع) وأصحابه ولتعلق الناس به وببيته لما عرفوا به من تقوى وشجاعة وإيمان وإدراك وعقل يميزون به الأمور!
ولم يكتف الأمويون بمحاربة الإمام علي (ع) وشيعته بل عمدوا إلى استئجار الشعراء والمغنين والمخنثين وفي عدادهم عمر بن أبي ربيعة لإشاعة السمعة الفاسدة لمكة والمدينة المنورة عاصمتي الدين الإسلامي يظهروهما بمظهر المكانين اللذين لا يليقان بالزعامة الدينية.
وبعد تلك المواقف الكثيرة من الرسول القائد للدعوة التي أحصينا القليل منها ما أدري كيف صح لأولئك الكتاب وكيف سمحوا لأنفسهم أن يدعوا أن التشيع لعلي بن أبي طالب (ع) كان حدثا طارئا كغيره من الفرق؟
وذهبوا يمينا وشمالا يبحثون عن أسبابه ومبرراته، ثم أدعى بعضهم بعد أن أعيته وسائل التمويه والتضليل أن الذي ثبت لعلي (ع) هو القيادة الروحية لا غيرها أما السياسية والاجتماعية فالنصوص لا تدل عليهما وصدق الله حيث يقول في كتابه الكريم (أنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).
ولقد اعترض الأستاذ محمد أبو زهرة المصري بعد التسليم بفضل أهل العصمة فادعى أن الحديث لا يدل على إمامة السياسة وأنه أدل على إمامة الفقه والعلم، فهذا لا ريب هو المطلوب وبثبوته يثبت ما وراءه.