الشيعة فحسب، بل تدلنا دلالة واضحة على ما لها من المكانة السامية في نظر النبي (ص) فإنك تراه لا يذكر أهل بيته (ع) إلا ويقرن أسماء شيعتهم بهم ولا يبشرهم بالجنة إلا ويخبرهم بأن شيعتهم في خدمتهم وإذا كان نفس صاحب الشريعة الإسلامية يكرر ذكر شيعة علي وينوه عنهم بأنهم هم الآمنون يوم القيامة، وهم الفائزون والراضون والمرضيون، ولا شك أن كل معتقد بنبوته يصدقه فيما يقول وأنه لا ينطق عن الهوى أن هو إلا وحي يوحى. فإذا لم يصر كل أصحاب النبي (ص) شيعة لعلي (ع) فالطبع والضرورة تلفت تلك الكلمات نظر جماعة منهم أن يكونوا ممن ينطبق عليه ذلك الوصف بحقيقة معناه لا بضرب من التوسع والتأويل.
وبالتالي، فإن مذهب التشيع تبلور واتخذ صورته واضحة جلية، بعد وفاة مؤسس الشريعة (ص) وأصبح للشيعة شعرهم المستقل.
فهذا الصحابي الجليل خزيمة بن ثابت - ذي الشهادتين - صاحب رسول الله (ص) أنشد:
إذا نحن بايعنا عليا فحسبنا أبو حسن مما نخاف من الفتن وجدناه أولى الناس بالناس أنه أطب قريش بالكتاب وبالسنن وإن قريشا لا تشق غباره إذا ما جرى يوما على الضمر البدن