والصادق (عليهما السلام) بالذات بعد أن اشتد الصراع العقائدي وتخطى الإمامة إلى بعض الأصول الإسلامية بين القدرية والمعتزلة والمرجئة والخوارج وحتى بين المحدثين من السنة والشيعة وكانت النوادي مسرحا لهذه الصراعات وبلغ علم الكلام أوج ازدهاره لدى الشيعة والفرق الأخرى التي ظهرت طلائعها في أواخر القرن الأول ونشطت في العصر العباسي بعض النزاعات والاتجاهات التي تحولت بعد ذلك إلى مذاهب تجر من ورائها الالحاد والزندقة في مختلف البلاد.
وكان النزاع في الإمامة وشروطها والعصمة ومعناها والصفات من أبرز ما يجري بين أصحاب الأئمة وغيرهم من المحدثين والفرق الأخرى، وكانت مدرسة الإمام الصادق (ع) من أبرز الجامعات في ذلك العصر من حيث إحاطتها بجميع العلوم الإسلامية وغيرها.
ففي هذا الدور قد تبلورت أصول التشيع ومبادئه واستقرت على ما هي عليه طوال تلك القرون بما لها من المفهوم الإسلامي الذي يتفق مع الكتاب والسنة بما في ذلك موضوع الإمامة وما يتصل به.
أما الأفكار الأخرى التي يعدها الكتاب من أصول التشيع:
كالتقية والبداء وحتى الرجعة فقد وردت في كلمات الأئمة وأحاديثهم ولكن لا على أساس أنها من أصول التشيع ومن المعتقدات التي لا يتم التشيع بدونها.
ومجمل القول: إنا لا ننكر أن لتلك الدماء الزكية دورا بارزا في نمو التشيع وبقائه وأنه تبلور وتميز عن غيره بأصوله ومفهومه الذي تكشف بعد مقتل الحسين (ع)، ولكن الذي ننكره على هؤلاء إصرارهم على أنه قد حدث بعد مقتله وقبله لم تكن كلمة (التشيع) تعني المفهوم الذي ظهر لها بعد ذلك وأنه انفصل عن الإسلام السني