في حين يذهب الدكتور عبد العزيز الدوري: إلى أن التشيع تميز سياسيا ابتداء من مقتل أمير المؤمنين علي (ع) ويتضمن ذلك فترة قتل الحسين (ع) حيث يعتبرها امتدادا للفترة السابقة (3).
وقال الدكتور علي الخرطويل في كتابه (تأريخ العراق في ظل العهد الأموي): لقد اختمرت العقيدة الشيعية بعد مقتل الحسين (ع) في النفوس وكانت دماؤه أبعد أثرا من دماء أبيه علي (ع) من حيث نمو الحركة الشيعية وازدياد أنصارها، بل يمكننا أن نقول: إن الحركة الشيعية بدأ ظهورها في العاشر من المحرم وبعده صبغت مبادئ الشيعة بصبغة دينية، كما اتجه الشيعة بعد مقتله اتجاها دينيا وتغلب الجانب الديني للتشيع على الجانب السياسي إلى غير ذلك مما نسب لهذا الفريق من المحاولات التي أتى بها لتقريب نظريته هذه.
ونحن لا ننكر على أصحاب هذا الرأي أن دماء الحسين (ع) أحدثت في الكوفة وفي العالم الإسلامي هزة عنيفة لا سيما لدي المخلصين ممن دعوا إليها وتعهدوا بنصرته: كسليمان بن صرد وأمثاله، وعبأت الشيعة على الظلم والظالمين متخذين من مصرع الحسين (ع) مثلا أعلى في الصبر على البلاء والاستشهاد وبالرغم مما أحيط بهم من اضطهاد فكري وسياسي بلغا أقصى الحدود في العصرين الأموي والعباسي فإن دماءه الزكية أقضت مضاجع الظالمين والحاكمين وكانت ولا تزال المثل الأعلى لكل ثائر ومناضل في سبيل حرية الإنسان وكرامته.
كما وأنا لا ننكر عليهم أن عقائد الشيعة قد تبلورت واتخذت صورتها النهائية بعد مصرع الحسين وفي عهد الإمامين الباقر