أنهم عمدوا إلى أي بقرة أجزأتهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم، (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر) (1) - يعني لا صغيرة ولا كبيرة - (عوان بين ذلك) (2)، ولو أنهم عمدوا إلى أي بقرة أجزأتهم، ولكن شددوا فشدد الله عليهم، (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر النظرين) (3)، ولو أنهم عمدوا إلى أي بقرة لأجزأتهم، ولكن شددوا فشدد الله عليهم، (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشبه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون * قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقى الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق) (4) فطلبوها، فوجدوها عند فتى من بني إسرائيل، فقال: لا أبيعها إلا بملء مسكها (5) ذهبا، فجاؤوا إلى موسى (عليه السلام) فقالوا له ذلك، فقال: اشتروها، فاشتروها وجاؤوا بها، فأمر بذبحها، ثم أمر أن يضرب الميت بذنبها، فلما فعلوا ذلك حيي المقتول، وقال: يا رسول الله، إن ابن عمي قتلني دون من يدعى عليه قتلي، فعلموا بذلك قاتله، فقال رسول الله موسى بن عمران (عليه السلام) لبعض أصحابه: إن هذه البقرة لها نبأ، فقال: وما هو؟ قال: إن فتى من بني إسرائيل كان بارا بأبيه وإنه اشترى تبيعا فجاء إلى أبيه ورأى أن المقاليد تحت رأسه، فكره أن يوقظه فترك ذلك البيع، فاستيقظ أبوه، فأخبره، فقال له: أحسنت، خذ هذه البقرة فهي لك عوضا لما فاتك، قال: فقال له رسول الله موسى بن عمران (عليه السلام): أنظروا إلى البر ما بلغ بأهله؟!. (6)
(٢٩٣)