إن نفس أولئك الذين يقولون ذلك قد ذكروا: أنها عليها السلام قد التقت بالشيخين، حينما جاءاها لاسترضائها، حينما مرضت، فكلمتهما ورضيت عنهما، حسب زعمهم (1).
كما أن الشاشي قد رد على ذلك بأن قولهم: " غضبت " يدل على أنها عليه السلام قد امتنعت عن الكلام جملة، وهذا صريح الهجر (2).
هل عرف قبر الزهراء عليها السلام:
ويلاحظ: أن الأئمة عليهم السلام لم يتصدوا لتعريف شيعتهم موضع قبرها عليها السلام، كما كان الحال بالنسبة لأمير المؤمنين الذي أظهر الإمام الصادق قبره كما هو معلوم، وكذا الحال بالنسبة لسائر الأئمة حيث عرفوا شيعتهم بمواضع قبورهم، باستثناء الزهراء عليها السلام، بل إن شيعة أهل البيت أيضا، الذين حضروا تشييع الجنازة والدفن، مثل عمار وأبي ذر، وسلمان، والعباس، وعقيل، وغيرهم لم يدلوا أحدا على قبرها، وفاء لها، وحبا بها، وهذا ابن أبي قريعة المتوفى سنة 367 ه يقول:
ولأي حال لحدت * بالليل فاطمة الشريفة ولما حمت شيخيكم * عن وطئ حجرتها المنيفة